عنوان الفتوى : الكتب المؤلفة في التأويل، وأثره على الأمة الإسلامية
هل كتب وصنف في موضوع تأويل النصوص الشرعية؟ وهل أثرت على الأمة اليوم؟ فالبعض لا يرى الإنكار على المتأولين من السعي في الإصلاح بين المسلمين وتربيتهم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كثيرا من المؤلفات في الأصول وفي العقيدة والتفسير تكلمت عن التأويل وذكرت أقسامه، فتكلمت عن التأويل الصحيح والتأويل الفاسد، ومن أمثلة ذلك تفسير الطبري، وابن كثير، والسعدي، وأضواء البيان للشنقيطي، وشروح جمع الجوامع، ومراقي السعود، وكتاب الإبانة للأشعري، وشرح الطحاوية لابن أبي العز، وشروح الواسطية والصواعق المرسلة لابن القيم، وإبطال التأويلات لأخبار الصفات للقاضي أبي يعلى، وكتاب التأويل خطورته وآثاره تأليف الدكتور: عمر بن سليمان الأشقر، وذم التأويل لابن قدامة.
وأما أثر التأويل على الأمة: فمن أثره السلبي ما وقع فيه المؤولة من التأويل المبتدع لصفات الله الواردة في الوحي، كما بينا في الفتاوى التالية أرقامها: 146197، 64272، 120021.
وأما تقديم الأولويات في هذه الأمور: فهي مسائل يجتهد فيها العاملون للإسلام. ولكن بيان الحق والمعتقد الصحيح والراجح في تفسير نصوص الوحيين من الأولويات في العمل الاسلامي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.. متفق عليه.
وفي رواية: فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله. البخاري.
ولا صلاح للأمة المسلمة إلا بالإيمان واليقين والعقيدة الصحيحة، فقد صلح بذلك أول هذه الأمة، كما في الحديث: صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل والأمل. أخرجه أحمد في الزهد، وحسنه الألباني.
ورحم الله الإمام مالكا حيث قال: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
والله أعلم.