عنوان الفتوى : يجازي الله الكافرين بخداعهم والاستهزاء والسخرية بهم مجازاة من جنس صنيعهم
هل يمكن أن يكذب الله على الكافرين في الآخرة؛ لاستهزائهم بالمؤمنين؟ فأنا سمعت أستاذًا لي يقول: (يقال للمشركين: هلمو للجنة، فإذا ذهبوا سقطوا في النار). هذا ما أتذكره من كلامه. أفيدونا، يرحمكم الله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يرزقك العلم النافع، وأنت -أيها الأخ- تسلك مسلكًا غير رشيد في أسئلتك، بالتفنن في طرح الشبهات فيما يتعلق برب العزة والجلال سبحانه، فنوصيك بالبعد عن مثل هذا.
وسؤالك هذا قد صدرته بعبارة تقشعر منها الجلود، فيا الله العجب كيف تطاوع المؤمن نفسه بتسطير مثل هذه العبارة في حق الله جل وعلا -ولو على وجه السؤال-! فأقل أحوالها أن تكون سوء أدب مع الله تبارك وتقدس، فإن الكذب ممتنع محال في حق الله بإجماع المسلمين.
وعلى كل حال؛ فإن الوارد في النصوص هو أن الله يجازي الكافرين بخداعهم والاستهزاء والسخرية بهم مجازاة من جنس صنيعهم، وانظر في بيان هذا الفتوى: 319516.
وأما ما نقلته فلم نقف له على أصل، لكن الوارد في السنة في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: أن أناسًا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم «نعم، هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة ضوء ليس فيها سحاب»، قالوا: لا، قال «وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ضوء ليس فيها سحاب؟»: قالوا: لا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما تضارون في رؤية الله عز وجل يوم القيامة، إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن تتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب، إلا يتساقطون في النار، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله بر أو فاجر، وغبرات أهل الكتاب، فيدعى اليهود، فيقال لهم: من كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزير ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ فقالوا: عطشنا -ربنا- فاسقنا، فيشار: ألا تردون، فيحشرون إلى النار، كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار.
والله أعلم.