عنوان الفتوى : الاعتراض على نوعية جنس الطفل
بعض المسلمين هداه الله إذا رزقه الله بنتاً تسخط بها، وضاق ذرعاً بمقدمها، وأعرف من هدد زوجته بالطلاق إذا أنجبت بنتاً ، نرجو إلقاء الضوء من الشريعة الإسلامية على هذا الموضوع ؟
هذا الصنيع ولا شك من أعمال الجاهلية الأولى، وأخلاق أهلها الأجلاف، الذين ورد ذمهم، والتشنيع عليهم في الكتاب والسنة.
وما أشبه الليلة بالبارحة، فلو زرت مستشفى للولادة في بلاد المسلمين، وقلبت طرفك في وجوه الحاضرين ممن ولد لهم بنات، وراقبت كلامهم، وسبرت أحوالهم لرأيت توافقاً عجيباً وتطابقاً غريباً بين حال كثير من هؤلاء وحال أهل الجاهلية الذين قص الله تبارك وتعالى علينا خبرهم، وأنهم (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ (النحل:58- 59 )
ومن مظاهر التسخط بالبنات أن يُكتشف في بعض المستشفيات ما برحم المرأة من ذكر أو أنثى، وذلك عبر الأشعة الصوتية، فإن كان ذكراً بشّروا، وإن كان أنثى أقصروا ! وهذا الأمر جد خطير.
ويترتب عليه عدة محاذير، منها :
– أنه اعتراض على قدر الله عز وجل.
– أنه رد لهبته سبحانه وتعالى بدلاً من شكرها، وكفى بذلك مقتاً وتعرضاً للعقوبة.
– أن فيه إهانة للمرأة، وحطاً من قدرها، وتحميلاً لها ما لا تطيق.
– كما أنه دليل على السفاهة والجهل، والحماقة وقلة العقل.
– كما أن فيه تشبهاً بأخلاق أهل الجاهلية.
فما أجدر بالمسلم أن يتجنب تلك المسالك، وأن ينجو بنفسه من تلك المهالك، فالتسليم لقدر الله أمر واجب، والرضا به من صفات المؤمنين.
ثم إن فضل البنات لا يخفى، فهن الأمهات، وهن الأخوات، وهن الزوجات، وهن نصف المجتمع ويلدن النصف الآخر، فكأنهن المجتمع كله.
ومما يدل على فضلهن أن الله عز وجل سمى إتيانهن هبة وقدمهن على الذكور في قوله تعالى: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ) (الشورى:49) وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بين فضلهن وحث على الإحسان إليهن كما في قوله : (من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهم كن له ستراً من النار) رواه البخاري، ومسلم.
[نقلا عن موقع الإسلام سؤال وجواب]