عنوان الفتوى : حجاب المرأة لا يتعارض مع التقدم العلمي
لمصلحه الإسلام والمسلمين التركيز في المهم مثل توظيف الأموال في العلوم وصناعة السلاح للدفاع وترك التي ليست أساسيات مثل: الحجاب والتي أدت لترك السلام بأفغانستان والبوسنة والشيشان لأن هذه أفكار تخلف من البيئة الماضية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالقول بأن حجاب المرأة تخلف وأنه من أفكار البيئة الماضية ونحو ذلك كفر صراح، لأن هذا تكذيب للقرآن والسنة وطعن فيهما، فقد أمر الله تعالى بالحجاب في آيات كثيرة فقال سبحانه وتعالى:يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59]. وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53].
وروى الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان.
وروى البخاري وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين. قال الإمام ابن العربي : وذلك لأن سترها وجهها بالبرقع فرض إلا في الحج فإنها ترخي شيئاً من خمارها على وجهها غير لاصق به، وتعرض عن الرجال ويعرضون عنها. انتهى
وقد قالت عائشة رضي الله عنها: كنا إذا مر بنا الركبان في الحج سدلت إحدانا الجلباب على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه. إلى غير ذلك من الأدلة، والعمل بهذه الأدلة وغيرها ملزم لكل مسلم، يؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة.
والتمسك بالحجاب لا يتعارض مع الاهتمام بإعداد القوة والأخذ بأسباب التمكين، وهذا ما سارت عليه الأمة خلال القرون الماضية، وما أصابها ما أصابها من الضعف والانهزام إلا بعد تفريطها في أمر دينها، ومن ذلك أمر الحجاب وغيره، وكيف ينتصر المسلمون وهم يتبرؤون من أحكام دينهم ويصفونها بأنها تخلف!!
والقول بأن الحجاب أدى إلى الفتن أو ترك السلام في البلاد المذكورة، يدل على جهل عظيم بالواقع.
فاتق الله أيها السائل وارجع عما قلته فإنه كلام خطير نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
والله أعلم.