عنوان الفتوى : يجب الزواج على من يخاف على نفسه الفتنة، وعليه أن يحسن الاختيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كنت قد أرسلت سؤالا إلى حضرتكم وهو: هل يجب على المراة المسلمة أن تتزوج أم لا وإذا كان جوابكم بنعم أرجو إيضاح الأسباب، حيث انني أبحث من مدة عن إنسان يعمل لآخرته فقط يخاف الله بكل معنى الكلمة من العارفين الأتقياء الزاهدين ولكني لم أعثر عليه ولن أتزوج حتى أجده، طبعا ذلك لو شاء الله سبحانه وتعالى لكن إن لم أجد إنسانًا بهذه الصفات فهل أكون معذورة بعدم زواجي من أي إنسان آخر؟ لطفاً أريد رأيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ..... وبعد: الزواج من الأمور المشروعة في ديننا الإسلامي وقد جاء الترغيب فيه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بما لا يخفى على مسلم. حتى إن بعض السلف كان يقول لو علمت أنه قد بقي لي من عمري عشرة أيام لكرهت أن ألقى الله وأنا عزب. وهو عبد الله بن مسعود الصحابي رضي الله عنه. والمرأة المسلمة متى ما رأت في نفسها التوقان إلى الزواج وخافت على نفسها الفتنة فيجب عليها أن تتزوج إذا وجدت من يتزوجها وعليها أن تختار لنفسها الأصلح والأتقى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كير). الحديث صحيح. وأما بخصوص ما ذكر في السؤال من أنك تبحثين عن شخصٍ يعمل لآخرته فقط فماهو المراد من هذه العبادة ؟ ـ إن كنت تقصدين أنه منقطع عن العمل ومتفرغ للعبادة فهذا خلاف ما هو معهود من السنة من فعل الصحابة بل إنه خلاف ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى حيث يقول الله تعالى في كتابه: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور).[الملك:15] وقال تعالى: "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك".[القصص:77] فلابد للزوج أن يعمل وينتج حتى ينفق على نفسه وعلى أسرته. وإن كنت تقصدين وهذا هو المتبادر أنك تبحثين عن رجل يعمل وينفق على أسرته ومع ذلك هو صالح في نفسه خائف من الله يراعي حقوق أهله وأسرته فهذا الصنف ولله الحمد كثير. لكن الذي ينبغي أن تعرفيه هو أن هذا الزوج بهذا الوصف بشر ويعتريه ما يعتري البشر من الخطأ والنسيان. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (سددوا و قاربوا) وأسأل الله تعالى أن ييسر أمرك وأن يرزقك زوجاً تقر به عينك. والله تعالى أعلم.