عنوان الفتوى : التوسل بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وطلب قبول العمل منه ؟!
هل يعد الكلام في الأبيات التالية شركاً ؟ وعجل بالمتاب على عبيد * توسل بالصلاة على محمد عسى منك القبول لحبشي * يخصك بالتحية يا محمد عسى منك القبول لنا اجمعينا * نخصك بالتحية يا محمد
الحمد لله
أولا :
الغلو في الأنبياء والأولياء ودعاؤهم والاستغاثة بهم : من أنواع الشرك المنافي
للتوحيد ، وقد روى النسائي (3057) من حديث ابْن عَبَّاسٍ أن النّبِي صَلّى اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ ،
فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ ) صححه
الألباني في "صحيح النسائي" .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" قوله - صلى الله عليه وسلم - ( إياكم والغلو في الدين ) عام في جميع أنواع الغلو
في الاعتقادات والأعمال ، والغلو هو مجاوزة الحد ، بأن يزاد في حمد الشيء أو ذمه
على ما يستحق ونحو ذلك " .
انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" (ص 106) .
ثانيا :
التوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح ، كأن يسأل العبد ربه بأعماله الصالحة من صلاة
وصيام وذكر ونحو ذلك ، من التوسل المشروع ، فإذا توسل العبد إلى ربه بصلاته على
نبيه صلى الله عليه وسلم كان من التوسل المشروع ؛ لأن الصلاة على النبي صلى الله
عليه وسلم من أزكى الأعمال وأفضلها عند الله .
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله
:
ما حكم التوسل بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء؟
فأجاب : " من أسباب الإجابة : حمد الله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من
أسباب الإجابة ، شيء مشروع " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (2/ 144) .
وانظر جواب السؤال رقم : (3297)
.
فقول القائل يدعو ربه :
وعجِّلْ بالمتاب على عُبَيْد ** توسل بالصلاة على محمد
سائغ مشروع ، ليس فيه شيء من الشرك .
ثالثا :
أما قوله :
عســـــــــــــــى منك القبول لحبشي ** يخصك بالتحية يا محمد
عسى منك القبول لنا اجمعينا ** نخصك بالتحية يا محمد
فمن الشرك ؛ وأصل هذين البيتين :
أيا هادي الأنام ويا شفيع ** ويا خير البرية يا محمد
عسى منك القبول لحضرمي**يخصك بالتحية يا محمد
وهذا من الشرك ؛ لأنه من دعاء غير الله ؛ فإن الذي يرجى منه القبول هو الله تعالى
وحده ، فمن سأل النبي صلى الله عليه وسلم قبول عمله فقد سأله ما لا يقدر عليه إلا
الله ، فلا يمكن لأحد أن يقبل العمل أو يرده إلا الله تعالى .
قال تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ
وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )
البقرة/ 127.
وقال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ
السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) الشورى/ 25 .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" من دعا غير الله عز وجل بشيء لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك كافر ، سواء كان
المدعو حيا أو ميتا " انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (6/ 51) .
وينظر للفائدة : جواب السؤال
رقم : (111019) .
والله تعالى أعلم .