عنوان الفتوى : حديث : ( مَنْ قَالَ: جَزَى اللَّهُ عَنَّا مُحَمَّدًا بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، أَتْعَبَ سَبْعِينَ كَاتِبًا أَلْفَ صَبَاحٍ ) ضعيف جدا .

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما صحة هذا الحديث ؟ عن الإمام الطبراني رضي الله عنه ، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال : ( من قال : جزا الله محمدا عنا ما هو أهله فقد اتعب سبعين من كتبة الملائكة يكتبون له ثوابها ألف صباح ) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم" . وما معنى صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق


الحمد لله
أولا :
هذا الحديث رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (235) ، وفي "المعجم الكبير" (11509) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/206) ، وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/331) ، والخلعي في "الفوائد المنتقاة" (2/153) ، والخطيب في "تاريخه" (9/295) كلهم من طريق هَانِئ بْن الْمُتَوَكِّلِ قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ: جَزَى اللَّهُ عَنَّا مُحَمَّدًا بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، أَتْعَبَ سَبْعِينَ كَاتِبًا أَلْفَ صَبَاحٍ ) .
وقال الطبراني عقبه : " لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عِكْرِمَةَ إِلَّا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَلَا عَنْ جَعْفَرِ إِلَّا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، تَفَرَّدَ بِهِ : هَانِئُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ " .
وقال أبو نعيم عقبه : " هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عِكْرِمَةَ وَجَعْفَرٍ وَمُعَاوِيَةَ ، تَفَرَّدَ بِهِ هَانِي بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ " .
وهانئ بن المتوكل هذا متروك الحديث ، قال ابن حبان كانت تدخل عليه المناكير وكثرت ، فلا يجوز الاحتجاج به بحال ، وقال أبو حاتم الرازي أدركته ولم أكتب عنه "لسان الميزان" (6 /186) .
وأورد الشيخ الألباني رحمه الله هذا الحديث في "الضعيفة" (5109) من هذا الطريق وقال " منكر " .
وله طريق آخر :
أخرجه محمد بن خلف وكيع في "أخبار القضاة" (3/ 273) ، وقوام السنة في "الترغيب والترهيب" (2/331) من طريق جعفر بْن عيسى الْحَسَني القاضي قَالَ: حَدَّثَنَا رشيد بْن سعد عَن معاوية بْن صالح ، به .

وهذا إسناد واه أيضا ، جعفر بن عيسى : قال أبو حاتم: جهمى ضعيف ، وقال أبو زرعة : صدوق .
"ميزان الاعتدال" (1 /413) .
وذكره الذهبي في "الضعفاء" (1/133) .
ورُشَيد بن سعد : ، قال ابن معين : " ليس حديثه بشيء" اهـ من "تاريخ يحي بن معين، رواية ابن محرز" (1/51) .

فهذا الحديث ضعيف الإسناد جدا بطريقيه ، لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيا :
معنى صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : واضح لا يحتاج إلى سؤال ، وهو إقرار من الراوي للحديث بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يقوله ويخبر به ويشرعه ، فنحن نصدقه فيما يقول ونؤمن به ونسعى جاهدين للعمل بمقتضاه وحكمه ؛ لأنه رسول الله المبلغ عن ربه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
على أننا ننبه إلى أنه لا يندب للعبد كلما قرأ ، أو سمع حديثا للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقول : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ نعم لو قاله أحيانا فلا بأس ، لكن التزام ذلك دائما فيه نوع تكلف ، ولأجل ذلك لا نجد شيئا من كتب الحديث تختم كل حديث ، أو كل باب ، أو كل كتاب بشيء من ذلك .

وينظر للفائدة : إجابة السؤال رقم : (2209) ، والسؤال رقم : (10119) .

ثالثا :
قول السائل : " عن الإمام الطبراني رضي الله عنه ، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ... " غير مستقيم ، وإنما يقال : روى الطبراني رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ... ثم يذكر الحديث .
والله أعلم .