عنوان الفتوى : حكم من يقول: أيتها السماء صبي غضبك على الأغبياء
حكم من يقول: أيتها السماء صبي غضبك على الأغبياء. هل هو دعاء غير الله ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا النداء إن كان نداء حقيقيا للسماء، وقصد به القائل الطلب من السماء أن تصب الغضب على الأغبياء، فهذا ما لا يقدر عليه إلا الله، فيكون هذا النداء شركا أكبر، وعبادة لغير الله.
وأما إن كان هذا النداء مجازيا لا يراد به حقيقة الدعاء، فلا مانع من هذا النداء، ولكن يمنع من جهة ما فيه من العبارات المنكرة التي يخشى أن تكون قد أخذت ممن يعتقدون أن الطبيعة تتصرف في الكون وأن لها غضبا، وهو ما يكون من الزلازل، والحرائق، والأعاصير وغيرها.
قال العلامة السَّهسواني في صيانة الإِنسان عن وسوسة الشيخ دحلان: المانعون لنداء الميت، والجماد، وكذا الغائب إنما يمنعونه بشرطين:
(الأول) : أن يكون النداء حقيقياً لا مجازياً.
و(الثاني) : أن يقصد ويطلب به من المنادى ما لا يقدر عليه إلا الله من جلب النفع، وكشف الضر. مثلاً يقال: يا سيدي فلان اشف مريضي، وارزقني ولداً، ولا مرية أن هذا النداء هو الدعاء، والدعاء هو العبادة، فكيف يشك مسلم في كونه كفراً وإشراكاً، وعبادة لغير الله؟ وأما إذا قصد بهذا النداء أن يدعو الميت، والجماد، والغائب في حضرة الرب تعالى للمنادين (بالكسر) فنداء الميت بعيداً عن القبر، وكذا نداء الغائب، يقتضي اعتقاد علم الغيب بذلك الميت، والغائب، واعتقاد علم الغيب لغير الله تعالى، شرك وكفر، مع أنه من محدثات الأمور؛ وأما نداء الجماد، والأموات بهذا القصد، فإن لم يكن كفراً وشركاً، فلا أقل من أن يكون بدعة وحمقاً، وأما إذا لم يقصد بالنداء لا جلب النفع وكشف الضر، ولا الدعاء من المنادين (بالفتح) للمنادين (بالكسر) في حضرة الرب سبحانه وتعالى، فيكون النداء الحقيقي جنوناً وسفهاً، وأما النداء المجازي فلا يمنعه أحد. انتهى.
وقال أيضا رحمه الله: إنما نكفر بالنداء الحقيقي الذي يطلب فيه من الأموات، والجمادات ما لا يقدر عليه إلا الله. انتهى.
وقال أيضا: دلالة ما جاء من الآثار على جواز نداء الأموات، والجمادات نداء حقيقياً بحيث يطلب فيه منهم ما لا يقدر عليه إلا الله ممنوعة، ومن يدعي فعليه البيان، وأما مطلق النداء فلا يمنعه أحد. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 63961، 130353.
والله أعلم.