عنوان الفتوى : حكم دعاء إنسان على آخر بالشر لإحسانه إلى من يختلف معه
شيوخنا الأكارم: لي ابنة أخ كنت قد استضفت أم زوجها، وكانت ابنة أخي هذه على خلاف شديد مع أم زوجها، ولم يكن في نيتي إيذاء ابنة أخي، ولكن إكراما للضيف في الغربة، فلقد أتت أم زوجها إلى البلد الذي أسكن فيه، ولم يكن لها أحد سواي، وهي أيضا ابنة عمي، ولكن ابنة أخي هذه لم تتفهم هذا الشيء، والآن هي كثيرا ما تدعو علي بالشر. فما حكم ذلك وهل يستجيب الله لها؟ خوفي من الله هو الذي دفعني لسؤالكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت صنعا بما فعلت، فإن الشرع قد حض على إكرام الضيوف بما يحسن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته، قيل: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام. متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه. متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن قِرَى ضيفه. قيل: وما قرى الضيف؟ قال: ثلاثة، فما كان بعد فهو صدقة. رواه أبو يعلى، وقال الشيخ حسين أسد: إسناده صحيح.
فالاعتناء بالضيافة أمر مهم؛ لأنها سنة إبراهيم عليه السلام، وقد أمرنا باتباعه. ولما في القيام بها من حفظ العرض، ومن زيادة التحابب بين الناس، ومن الإحسان إلى ابن السبيل، ويتأكد الأمر في القرابة لما فيه من صلة الرحم.
وأما دعاء بنت الأخ عليك، فنرجو أن لا يكون له أثر، لأنك لم تظلميها، ومن دعا بغير حق لا يستجاب له، كما ورد في الحديث الذي رواه مسلم وغيره: لا يزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم. وراجعي شروط إجابة الدعاء في الفتوى رقم: 2395.
ولكن يحسن أن تقابلي إساءتها بالصبر والإحسان، وأن تسعي في الإصلاح بينها وبين أم زوجها لعلك تنالين أجر الإصلاح بين الناس، وأجر الصبر والعفو.
والله أعلم.