عنوان الفتوى : للمعتدى عليه الاقتصاص من المعتدي والعفو أفضل
تعرضت للتحرش والإهانة والضرب كاللمس واللصق ونزع السروال والضرب بالنعال ـ أعزكم الله ـ من الخلف بالرجل في المتوسط والثانوي ومارست اللواط مع 4 أشخاص 2 فعلوا بي و2 فعلت بهما وفعلا بي، والآن قلبي يحترق وخائف ومتكدر ونادم ونفسيتي تعبانة ومنهار نفسياً ولا أقدر على نوم الليل من الذي حصل، وأهلي يلاحظون أنني متغير ويقولون لي تعالج إنك مريض ولا يعلمون عن شيء والخبر منتشر في كل مكان في المدرسة والحارة التي أنا فيها إلا أن أهلي لا يعلمون بذلك وخصوصاً إخواني الكبار لو علموا بما صار لي لأصابتهم الفاجعة وتكبر القضية وأنت تعرف شناعة اللواط يقتل الفاعل والمفعول، فهل يجب علي القتل أم تكفي التوبة؟ وهل إذا مت على توبة يغفر لي الله ذنوبي ويدخلني الجنة بدون حساب خصوصاً أنني تائب إلى الله ومحافظ على الصلاة والصيام والوتر، فهل أخبر إخواني بذلك وأضرب الذين تحرشوا بي وضربوني ضربا مبرحا؟ أم أسامحهم لوجه الله؟ أعيش في حالة انهيار نفسي كامل ولا أقدر أن أتحمل من الذي حصل معي في الماضي، علماً بأنني منقطع عن الذين ضربوني وتحرشوا بي وفعلت معهم اللواط منذ سنتين؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد إلينا منك سابقا سؤال شبيه بهذا وأجبناك عنه بالفتوى رقم: 195999.
وسنذكر هنا بعضا مما قد يحتاج إلى إضافة فنقول: إن دخولك الجنة بغير حساب الأمر فيه إلى الله تعالى، فلو شاء تكرم عليك بذلك، ففضله كثير ورحمته واسعة، فاسأله ذلك وأحسن الظن به، وأكثر من دعائه والتضرع إليه، وإن كان هنالك من اعتدى عليك بالضرب ـ ظلما ـ فمن حقك القصاص منه، فالحقوق لا تسقط بالتقادم، ولا شك في أن العفو أفضل وأعظم للأجر، هذا بالإضافة إلى أن إثارة المشكلة معهم قد يكون فيه إشاعة لأصل الأمر أي ما يتعلق باللواط، فليس من الحكمة إذن التسبب في ذلك، ونوصيك بالاجتهاد في الطاعة وذكر الله وتلاوة القرآن، وتذكر سعة رحمة الله، فهذا من أعظم ما يعينك في دفع القلق والتوتر النفسي، ولو قدر أن اطلع أهلك على الأمر وسئلت عنه فلا حرج عليك في التعريض بأن تنفي مثلا أنك فعلت ذلك، تعني بعد التوبة إلى الله، ففي المعاريض مندوحة عن الكذب، كما بينا بالفتوى رقم: 3743.
والله أعلم.