عنوان الفتوى : وجوب دعوة غير المسلمين على أفراد الأمة بحسب الوسع
هل يأثم المرء لأنه لم يدع النصارى إلى الإسلام؟ فقد سمعت أن أحد القساوسة أسلم وأخذ يوجه اللوم على علماء المسلمين قائلا وهو يبكي: لماذا تركتمونا طيلة هذا الزمان؟ ما ذنب أبوي اللذين ماتا على الكفر والباطل، إن ذنبهما معلق في رقابكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الدعوة إلى الإسلام واجبة على عموم الأمة، وتجب على كل فرد من المسلمين بحسب استطاعته، وراجع لمزيد من الفائدة والتفصيل الفتويين رقم: 29987، ورقم: 79476.
ويستوي في هذا الحكم الرجال والنساء، كما قال الشيخ ابن باز في فتاويه: فالواجب على من لديها علم من النساء أن تقوم بالواجب نحو الدعوة والتوجيه إلى الخير حسب طاقتها؛ لقول الله عز وجل: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، وقوله عز وجل: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي، وقوله سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ. انتهى.
ولا بد من الالتزام بالضوابط الشرعية في دعوة الكفار وعدم الكلام معهم بغير علم، وأن لا يخوض معهم في الشبه من لم يتسلح بالعلم الشرعي، والأولى أن تتولى المرأة دعوة مثيلاتها من النساء، ويتولى الرجل دعوة الرجال، فهذا أفضل وأسلم للعاقبة ـ بإذن الله ـ ولمزيد من الفائدة انظري الفتاوى التالية أرقامها: 30911، 44541، 49806، 18262، 23179، 21363، 29347.
والله أعلم.