عنوان الفتوى : نصائح لمن أدمن العادة السرية والمواقع الإباحية
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاتهأنا طالب جامعي في العشرين من عمري، لدي مشكلة وعجزت، ولم أجد لها حلا، وهي أنني لا أستطيع أن أترك المواقع الإباحية، والتفكير بالجنس، والتفكير بزوجتي المستقبلية، وممارسة العادة السرية، وتخيل الأشياء حيث اعيش في حالة نفسية اعجز عن وصفها والغريب انني كل الذي اتخيله يحدث عكسه في الواقع. انني عندما أكون بمفردي لا أفكر إلا في الجنس، وتصفح المواقع الإباحية، وحاولت تركها، ولكني لم أستطع مع العلم أني شاب ملتزم، وملتحٍ، وأحافظ على جميع الصلوات جماعة في المسجد، وأصلي جميع السنن الرواتب.وأقرأ أذكار الصباح والمساء، وأقرأ القرآن كل يوم تقريبا، وأدعو الله دائما أن يبعدني عن المواقع الإباحية،وممارسة العادة السرية وعن التفكير بالجنس .ولكن ما أن أكون بمفردي في البيت، إلا وأفكر في المواقع الإباحية، وحتى إن لم تكن عندي شهوة، عندما أكون بمفردي أشاهد الأفلام الخليعة؛ ربما لأنني تعودت على مشاهدة المواقع الإباحية وممارسة العادة السرية.مع العلم أني لا أستطيع الزواج في السنواة المقبلة لأني ادرس الطب والظروف المادية لاتسمح بذالك، ولكني دائما أتخيل يوم الزواج، وليلة الدخلة، وأبحث كثيرا عن كيفية الاستمتاع مع الزوجة، وأتخيل نفسي أمارس الجنس مع الزوجة.وقد عجزت ويئست ودائما أحاول تركها، وأتوب اكثر من مرة بل يصل الأمر احيانا الي البكاء وأحلف لن اني اعاود اليها لوجه الله عزوجل وحشـــــــــــــــــــــاه وتأتي أيام أظن فيها أن إيماني صار قويا، وأني لن أعود لهذا الفعل، ولكني أعود إليها.وبأبشع الطرق لقد حملت كل البرامج الحاجبة للمواقع الإباحية ولكني انا الذي اعجز احيانا عن توفير معلومات في الأنترنت قد تكون بديهية للبعض ، استعطت وبكل وقاحة وبضعف ارادةوعزيمة وبغريزة جنسية زائدة أرجعها احيانا للوراثة بحكمي تعدد الزوجات في اسرتي اعني الغريزة الجنسيةأكاد أصاب بلأمراض النفسية والعضلية من التهابات وكره للذات ...الي غيرها لقد نحفت عظامي وفقدت كثيرا من قدرتي علي تخزين المعلومات في رأسي. بحثت كثيرا عن طرق للتخلص مما أنا فيه، وقرأت معلومات كثيرة لــــــــــكن لافائدة سوي انني اصبت في انحطاط نفسي وضعف لإرادة والعزيمة، ولكني يئست، ولم أفلح في الخلاص اجــــــــــوكم ردوا على سؤالي بجواب شافي قدر المستطاع من دعاء او صلاة اوعملي نفسي!!!أنقذوني أخرجوني من هذا المستنقع النجس - راسلوني بالبريد الألكتروني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن لا يزيغ قلبك بعد أن هداك للإيمان, وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان, وإياك اليأس والقنوط, فهذه هي التي يريدها منك الشيطان, وود لو ظفر بها, فلا يكن أقوى منك عزيمة, فمهما عدت للمعصية فعد للتوبة, وليكن فرحك بذلك أشد من حزنك, فمن وفق للتوبة فقد وفق لخير عظيم, ألا تسمع إلى قوله تعالى: ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {التوبة:118}، قال البيضاوي في تفسيره: ثم تاب عليهم بالتوفيق للتوبة ليتوبوا. انتهى.
وقال الطبري: هو الوهاب لعباده الإنابة إلى طاعته, الموفق من أحب توفيقه منهم لما يرضيه عنه, {الرحيم} بهم أن يعاقبهم بعد التوبة, أو يخذل من أراد منهم التوبة والإنابة ولا يتوب عليه.
فليكن إصرارك على التوبة أشد وأعظم من إصرار الشيطان على عودتك للمعصية وتزيينها لك, قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:135].
وما ذكرته من حالك يعتبر إدمانًا, وهو مرض يحتاج إلى العلاج النفسي والمعنوي, فابتغ إلى ذلك سبيلًا بالدعاء, والمحافظة على أذكار الصباح والمساء, وإقام الصلاة حيث ينادى بها، ثم لا حرج عليك أن تذهب إلى طبيب نفسي, مستعينًا بالله عز وجل متوكلًا عليه.
ومما ننصحك به من الأسباب التي تعين - بإذن الله - على ترك ذلك ما يلي:
1-تجنب الخلوة والانفراد.
2-المحافظة على غض البصر عما يثير الغريزة ويدعو إلى المعصية.
3- البحث عن رفقة صالحة تذكرك بالخير, وتدلك عليه, وتعينك على الالتزام, وتجنب رفقاء السوء وأماكنه, قال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا {الكهف: 28.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَجُلًا قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ رَجُلًا ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ: هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: أَبَعْدَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ تَكُونُ لَك تَوْبَةٌ، فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَيْهِ, فَسَأَلَهُ هَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَك وَبَيْنَ التَّوْبَةِ، وَلَكِنْ ائْتِ قَرْيَةَ كَذَا فَإِنَّ فِيهَا قَوْمًا صَالِحِينَ فَاعْبُدْ اللَّهَ مَعَهُمْ، فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فِي الطَّرِيقِ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ; فَبَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَأَمَرَ أَنْ يُقَاسَ فَإِلَى أَيِّ الْقَرْيَتَيْنِ كَانَ أَقْرَبَ أُلْحِقَ بِهِ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ.
4- كلما عرض لك هاجس وذكرى حول تلك الأمور فافزع إلى ربك بالاستعاذة من شر الشيطان, قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {فصلت: 36}. وقال: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ[الأعراف:201].
5- المبادرة إلى الزواج متى ما استطعت ذلك, وإن كان المانع هو النفقة فقد تجد من لا تريد نفقة، وإن لم يتيسر ذلك فعليك بالصوم, فقد قال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب, من استطاع منكم الباءة فليتزوج, فإنه أغض للبصر, وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم, فإنه له وجاء.
والله أعلم.