عنوان الفتوى : الترهيب من نسبة الظلم إلى الله تعالى
ابتليت - والحمد لله - وفي حالة حزن قلت لوالدتي: "إن الله ظالمني" وكررتها, فهل كفرت بذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخطأت خطأً عظيمًا في نسبتك الظلم إلى الله تعالى، فالله تعالى لا يظلم عباده, كما قال تعالى: إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ {النساء:40}, وقال تعالى: إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا {يونس:44}, وفي الحديث القدسي: يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي, وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا. رواه مسلم.
ونسبة الظلم إلى الله تعالى سبّ له سبحانه, ولا ريب أن سبّ الرب جل جلاله كفر؛ فيجب عليك أن تتوب توبة صادقة إلى الله تعالى مما صدر منك، واعلم بأن باب التوبة مفتوح للعباد دائمًا؛ لقوله تعالى: فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {المائدة:39}, وقوله تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {الأنعام:54}.
والله أعلم.