عنوان الفتوى : حكم السوائل التي تخرج من ظاهر الفرج
لديّ مشكلة تتعلق بكثرة السوائل التي تنزل مني بشكل طبيعي, وبعد الاطلاع وجدت أنها ما يسمى برطوبة الفرج, لكني وجدت أيضًا أن هناك سوائل تنزل من البظر, فهل هذه السوائل نجسة - أقصد أنني عندما أتحرك بكثرة تنزل كثيرًا, وعندما أنظر أجدها: أحيانًا تكون من البظر, وأحيانًا من الفرج نفسه - فما الحكم؟ وهل يجب تنظيف المكان وتبديل الملابس؟ أم لها حكم الرطوبة - أي أنها طاهرة -؟ أرجو الإجابة فهذا الأمر يقلقني كثيرًا, كما لاحظت وجود ترسبات بيضاء لا أعلم مصدرها على جوانب الفرج, وأنا غير مصابة بأي التهابات, لكن هذه الرواسب أجدها يوميًا فهل هي نجسة؟ علمًا أني لا أعلم مصدرها, وأجدها حتى في أوقات الدورة الشهرية, فكيف أتصرف معها؟ وإزالتها في وقت كل صلاة يأخذ وقتًا, فأرجو رجاء خاصًا الإجابة سريعًا؛ فأنا مجهدة من تغيير الملابس طوال الوقت, وأصبح الوضوء يأخذ مني وقتًا طويلًا.بارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالوضوء إنما ينتقض بخروج الخارج من السبيل إلى ما هو في حكم الظاهر, قال في المبدع في بيان نواقض الوضوء: (وَهِيَ ثَمَانِيَةٌ: الْخَارِجُ مِنَ السَّبِيلَيْنِ) أَيْ: عَلَى سَبِيلِ الْبَدَلِ وَاحِدُهُمَا سَبِيلٌ، وَهُوَ الطَّرِيقُ، وَهُمَا مَخْرَجُ الْبَوْلِ وَالْغَائِطِ، وَالْمُرَادُ إِلَى مَا هُوَ فِي حُكْمِ الظَّاهِرِ، وَيَلْحَقُهُ حكم التطهير. انتهى. فعلم أن ما خرج من الظاهر ليس من نواقض الوضوء؛ لأنه لم يخرج من السبيل, فلو فرض صحة ما ذكرت من كون تلك الإفرازات تخرج من نفس البظر فليست هي ناقضة للوضوء؛ لأنها لم تخرج من السبيل، ولا تكون نجسة؛ لأن الأصل في الأشياء الطهارة، ولعل هذه الإفرازات البيضاء المذكورة من جملة رطوبات الفرج، والراجح عندنا أن رطوبات الفرج طاهرة, فلا يلزم غسل ما أصاب البدن والثوب منها, ولكنها ناقضة للوضوء, وانظري الفتوى رقم: 110928.
والله أعلم.