عنوان الفتوى : سبل الإقلاع عن العادة السرية

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا واحد ممن ابتلوا بالعادة القبيحة، وظللت أمارسها بشكل متقطع لمدة 3.5 سنوات تقريبا، فهل هذا يسبب ضررا لي عند الزواج؟ وللعلم أنني ما زال أمامي تقريبا 8-10 سنوات للزواج، ولكنني الآن أحاول جاهدا لأنسى هذه العادة، ولكن المشكلة أنني أتوقف عن فعلها لمدة أيام، ولكن عندما أكون في الخلاء أو نائما على السرير لأستريح من المذاكرة وشيء من هذا القبيل أتذكر بعض مقاطع الفيديو المخلة، وأظل أحاول أن أمنع نفسي من فعلها حتى تتملكني الرغبة وأفعلها، ثم أندم ندما شديدا أنني فعلتها، وأعاهد نفسي أن لا أفعلها ثانية، ولكن تذكر مقاطع الفيديو يصعب علي ترك هذه العادة، فأريد طريقا لنسيان هذه المقاطع حتى أستطيع أن أبتعد عن هذه العادة، ولقد حاولت صيام الاثنين والخميس ونصف شهر رجب كما أنني لا أترك الصلاة حتى عندما أفعل هذه العادة بعدما أغتسل أذهب لأصلي ما فاتني، ولكنني لا أراكم صلوات الأيام بل الظهر والعصر مثلا، فأرجو أن تساعدوني لأترك هذه المعصية.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبداية نسأل الله أن يشرح صدرك، وأن يثبتك على ما يحب ويرضى، وأن يجنبك الزلل ومضلات الفتن، ونحذرك من السبب الباعث على الإدمان على العادة السيئة، وهو نظر المناظر المحرمة، وقد بينا بعض الوسائل المعينة على التخلص من إدمان نظر المحرمات والعادة الخبيثة في الفتوى رقم : 52421، والفتوى رقم: 7170 والفتوى رقم: 93857. والفتوى رقم : 69427.

وأما عن ضررها عند الزواج فنرجو لمن تاب مخلصا وأقلع عنها أن يعافيه الله من الشر بعد التوبة، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما في الحديث ويمكن أن تراجع إخواننا في قسم الاستشارات التربوية والطبية بالشبكة عن تفادي ما يخشى من الضرر بسبب ارتكاب هذه المعصية.

ومن المبشر في سؤالك أنك تندم دائما وتعزم على عدم العود، وهذا من أمارات الجد في التوبة - صدقها - وننصحك بعدم اليأس من النجاح فإن الله تبارك وتعالى بمنه ورحمته يغفر للعبد ويقبل توبته ما دام يذنب ويستغفر، ويأتي بالتوبة بشروطها في وقتها، ومن أركانها العزم على عدم الرجوع إلى الذنب في المستقبل، وإذا كان يتوب كلما أذنب فإن الله تعالى يتوب عليه، ولو تكرر ذلك منه مراراً وتكراراً، كما قال تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {الأنعام:54}.

وقال تعالى: وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا {النساء:110}.

وفي الحديث المتفق عليه: أن عبداً أصاب ذنباً - وربما قال أذنب ذنباً - فقال: رب أذنبت - وربما قال: أصبت - فاغفر لي، فقال ربه: عَلِمَ عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنباً، أو أذنب ذنباً، فقال: رب أذنبت - أو أصبت - آخر فاغفره، فقال: علِمَ عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنباً - وربما قال: أصاب ذنباً - قال: قال: رب أصبت - أو قال: أذنبت - آخر فاغفره لي، فقال: علِمَ عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثلاثاً، فليعمل ما شاء.

قال العلماء: فليعمل ما شاء ـ معناه ما دام يذنب فيتوب، فإن الله يغفر له.

قال النووي ـ رحمه الله ـ في شرحه لصحيح مسلم: ولو تكررت مائة مرة، بل ألفاً وأكثر وتاب في كل مرة قبلت توبته، أو تاب عن الجميع توبة واحدة صحت توبته. انتهى.

وأما تأخير الصلاة عن وقتها لأجل هذه العادة القبيحة ، فهذا من كبائر الذنوب ، وهو أعظم من فعل العادة نفسها ، فالحذر الحذر من ذلك.

والله أعلم.