عنوان الفتوى : ترك المريض للصلاة بين المؤاخذة وعدمها
أمي توفيت منذ أربعة شهور, وهي كانت صالحة جدًّا, ولكنها في آخر ستة أشهر كانت مريضة جدًّا, وكانت لا تنتظم في الصلاة في الفترة الأخيرة, فهل سوف تعذب في القبر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله الرحمة والمغفرة لأمك, كما نسأله لك الصبر والمثوبة, ثم إن المرض ليس عذرًا مبيحًا لترك الصلاة, ولا للتهاون بها طالما أن العقل موجود؛ لأنه مناط التكليف, فيجب على المريض أداء الصلاة ما دام يعقل، لكنه لا يكلف بأكثر من طاقته، فيؤديها على الحالة التي يستطيع ولو بالإيماء برأسه أو بطرفه، كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 133488، ورقم: 35803.
أما في حالة غياب العقل فتسقط الصلاة وغيرها من العبادات مثل الصيام، ففي الموسوعة الفقهية: أجمع الفقهاء على أن العقل هو مناط التكليف في الإنسان، فلا تجب عبادة من صلاة أو صيام أو حج أو غيرها على من لا عقل له كالمجنون وإن كان مسلمًا بالغًا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل. انتهى.
وعلى هذا، فإذا كانت والدتك تركت بعض الصلوات، وهي تعقل فقد أخطأت خطئًا كبيرًا يظهر أن سببه الجهل بدليل التزامها بالصلاة في حال صحتها, نسأل الله أن يغفر لها ذلك, لكن لا يمكن القول بأنها ستعذب؛ لأن علم ذلك عند الله تعالى, ورحمته واسعة, أما إن كانت تركتها بسبب فقد الوعي, وغياب العقل فلا شيء عليها - إن شاء الله - لسقوط التكليف, ورفع القلم عنها؛ ولمزيد فائدة راجعي الفتوى رقم: 154309.
والله أعلم.