عنوان الفتوى : حد الضرورة المبيحة للاقتراض بالربا
أشكر وأحيي القائمين علي هذا الموقع الرائع، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم....... والدي يبلغ من العمر 61 عاما .. ولكنه بفضل الله وبحمده بصحة جيدة ولله الحمد، هو تقاعد السنة الفائتة وكان يشتغل بشركة كبيرة ويقبض مرتبا كبيرا وكان يكفينا والحمدلله، ولكن عندما تقاعد لم يأخذ سوى 20 ألف جنيه .. وكان هذا الوقت هو ميعاد زواج أختي .. فصرفها والدي عليها في الجهاز ولم يتبقي لنا أي شيء، والآن المعاش الذي نتحصل عليه هو 1000 جنيه فقط شهريا وبالطبع لا تكفينا على الإطلاق والحمدلله علي كل حال، ووالدي دائما يبحث عن عمل، وأخيرا منذ 4 أشهر وجد وظيفة سائق ولم نجد غيرها .. ولكن هي غير دائمة بسبب أعطال كثيرة توجد في السيارة التي يعمل بها، فكثيرا ما يتوقف عن العمل حتي يتم إصلاحه وهي باليومية .. لا تساعدنا إلا بالقليل جدا والحمدلله علي كل حال،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همكم ويوسع عليكم ويرزقكم من حيث لا تحتسبون إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وأما ما سألت عنه فجوابه أنه لا ضرورة فيما ذكرت فالضرورة التي تبيح ارتكاب المحظور هي وصول المكلف إلى حد إذا لم يتناول الحرام هلك أو قارب، أو وصوله إلى درجة من المشقة لا تحتمل إلا بضرر كبير ولا تندفع إلا بتناول الحرام، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 16557، والفتوى رقم: 6501، والفتوى رقم: 7768.
ثم إن هنالك بدائل عن الربا لشراء السيارة أوالحصول على المال غير الاقتراض بالربا وانظر ذلك في الفتويين : 104530 ، 9413.
فادعوا الله أن يغنيكم بحلاله عن حرامه وأن يوسع عليكم من فضله، واسعوا لكسب الرزق الحلال واستعينوا بتقوى الله تعالى فهي خير معين قال تعالى: ..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:2-3}، وصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب. وهو في الحلية لأبي نعيم عن أبي أمامة رضي الله عنه وعزاه ابن حجر لابن أبي الدنيا، وذكر أن الحاكم صححه من طريق ابن مسعود ، كما صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
والله أعلم.