عنوان الفتوى : نصائح لمن ضاق عليه الرزق
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته وبعد:أنا شاب أبلغ من العمر25 سنة ولكن حالتي المادية ضعيفة.أرجو المساعدة منكم ياأهل الخير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا ننصحك بعدة أمور:
أولاً: عليك بتقوى الله سبحانه وتعالى والعمل الصالح، لقوله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه) [الطلاق: 2-3].
ثانياً: ربما كان ضيق الحال وقلة الرزق بسبب كثرة الذنوب والمعاصي، أو المجاهرة بها مع عدم التوبة، وقد أخبر الله تعالى أن التقوى تجلب البركة فقال: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) [الأعراف: 96].
وقد حرّم الله على اليهود طيبات أحلت لهم بسبب ظلمهم واعتدائهم، فقال: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيراً وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذاباً أليما) [النساء: 160-161].
وقال الله تعالى لبني إسرائيل: (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) [المائدة: 66].
ثالثاً: عليك بصلة الرحم، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه" رواه البخاري ومسلم.
فصلة الرحم من أسباب سعة الرزق والبركة في العمر.
رابعاً: عليك بالأخذ بأسباب الكسب، والبحث عن عمل مناسب، فإذا فعلت ذلك وابتعدت عن الأعمال المحرمة والمشبوهة، وسلكت سبيل الصالحين، فيرجى أن يوسع الله عليك، لكن الواجب في جميع الأحوال: الرضا بقضاء الله وقدره خير وشره، فهو من أركان الإيمان الستة كما في حديث جبريل: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره" رواه مسلم والترمذي والنسائي عن عمر.
وفي الحديث: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس" رواه أحمد والترمذي عن أبي هريرة بسند ضعيف.
وعند الإمام أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى يبتلي العبد فيما أعطاه، فإن رضي بما قسم الله له بورك له فيه، ووسعه، وإن لم يرض لم يبارك له، ولم يزد على ما كتب له". صححه السيوطي.
رابعاً وأخيراً: وأنت شاب في ريعان الشباب تقول بأن حالتك المادية ضعيفة، ربما كان هذا صحيحاً، لكنها أقوى بالنظر إلى من هو دونك، ولعل عندك الصحة والعافية التي يفتقدها غيرك، وهي بلا شك أعظم نعمة بعد نعمة الهداية والإيمان، فاعتصم بالله واستمسك بهدي الكتاب والسنة، ولا تيأس من رحمة الله، وسله البركة في العمر، وسعة الرزق. وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه. والله أعلم.