عنوان الفتوى : آداب الممازحة قولا أو فعلا
هل يجوز لي أن أضرب أحدا أو أن أسب أحدا وأنا أمزح معه وهو يعلم هذا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا الشخص الممازح يتأذى بشيء مما تمازحينه به من القول أو من الفعل، فلا يجوز لك أن تدخلي الأذى عليه بذلك ولو كان يعلم أنك تمازحينه، لحرمة إيذاء المؤمن، ولأن المزاح إذا حصل به الأذى كان سخرية، قال في شرح سنن ابن ماجه: المزاح بضم الميم كلام يراد به المباسطة بحيث لايفضي إلى أذى. فإن بلغ به الإيذاء فهو سخرية. والمزاح بالكسر المصدر. اهـ
وفي مرقاة المفاتيح : ثُمَّ الْمِزَاحُ انْبِسَاطٌ مَعَ الْغَيْرِ مِنْ غَيْرِ إِيذَاءٍ، فَإِنْ بَلَغَ الْإِيذَاءَ يَكُونُ سُخْرِيَّةً.
أما إذا كان لا يتأذى بما تفعلين فلا حرج في الممازحة إذا انضبطت بضوابطها الشرعية، فالممازحة قولا كانت أو فعلا جائزة، فأما بالقول فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمزح ولا يقول إلا حقا.
وأما بالفعل فقد كان الصحابة يتمازحون ففي الأدب المفرد للبخاري: حدثنا صدقة قال: أخبرنا معتمر، عن حبيب أبي محمد، عن بكر بن عبد الله قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال. قال الألباني: صحيح.
قال الخليل:البدح ضربك شيئا بشيء فيه رخاوة كما تأخذ بطيخة فتبدح بها إنسانا. وراجع الفتوى رقم: 152667.
لكنه لا ينبغي الإفراط في شيء من ذلك، كما لا ينبغي أن يكون في القول طعن ولا لعن فإن ذلك ليس من خلق المؤمن.
وراجعي للفائدة حول هذا المعنى الفتاوى التالية أرقامها: 67495 / 64995 / 10123 .
والله أعلم.