عنوان الفتوى : لديها رغبة شديدة في الإنجاب وتدعو بذلك ، وزوجها يريد تأجيل الحمل فأصابها الإحباط

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

زوجي ممن يؤمنون بتنظيم النسل ، وأنا امرأة في السادسة والعشرين وقد تزوجت منذ أربعة أشهر ، وأشعر برغبة شديدة في الولد ، لكن زوجي قرر أن لا ننجب إلا بعد عام أو عامين إلى أن يتسنى له جمع بعض المال . لقد سألت الله أن يعطيني ما أريد في أسرع وقت ، لكني كلما تذكرت قرار زوجي شعرت بالإحباط ، فماذا أفعل ؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق


الحمد لله
من مقاصد النكاح في الإسلام وجود النسل وتكثير الأمة ، وقد روى أبو داود (2050) عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الأُمَمَ ) صححه الألباني في " صحيح أبي داود " (1805) .
والإنجاب حق مشترك بين الزوجين ، وليس لأحدهما أن يختص لنفسه بهذا الحق دون الآخر، فإذا رغبت الزوجة في الإنجاب فليس للزوج أن يمنعها منه ، ولهذا قرر الفقهاء أن الزوج لا يعزل عن الحرة إلا بإذنها .
وتأخير الحمل خشية عدم القدرة على الإنفاق على الأولاد فيه سوء ظن بالله تعالى ، لأن الله عز وجل قد تكفل برزقهم فقال : ( نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ) الإسراء / 31 ، كما أن كثرة الأولاد رغبت فيه الشريعة ، والمؤمن يحسن ظنه بربه تعالى أنه هو الرزاق ، ولو اعتمد الناس على هذا التخوف لقلت الذرية وحصل ما يضاد رغبة الشارع من تكثيرها .
وعليه : فلا يلزمك طاعة زوجك في استعمال ما يمنع الحمل ، لما يترتب عليه من ضياع حقك ، ولك أن تستعملي الحيلة لتتوصلي إلى الإنجاب الذي هو مقصود معتبر من مقاصد النكاح ، لكننا ننصحك أن يتم هذا بالتفاهم بينكما ، وشرح الأمر له ، وأن الرزق بيد الله ؛ فمن يدري لعل هذا المولود أن يكون سببا في فتح أبواب الرزق أمامك ؛ ثم إن تنظيم النسل عند عامة الناس : لا يكون من الطفل الأول !! فما الذي دعاه إلى الزواج أصلا ؛ إن المفهوم أن ينجب طفلا ، طفلين ، ثم يتوقف فترة ما ، بما يتناسب مع وضع الأم ، أو وضع معين للأسرة ؛ أما أن يبدأ من الطفل الأول ، ويقول إنه لن ينجب إلا بعد فترة ؛ فهذا مستغرب جدا .
وإذا قدر أن الأمر تأخر وقتا ما ، ولو عدة أشهر ، ولم تتمكني من إقناع زوجك : فاصبري ، فلعل الله أن يهدي قلبه ، ويقضي لك حاجتك ، وإياك أن تتوقفي عن الدعاء ، فهو من أجل العبادات ، ومن أعظم أسباب حصول المطوب ، وأحسني الظن بربك عز وجل في كل شيء .
والله أعلم .

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...