عنوان الفتوى : توبة المعتدة التي باشرت أجنبيا عنها بدون إيلاج
أنا متزوجة من زوج يكبرني بخمسين سنة، كنت خلال فترة الزواج، 15سنة، أصلي، أحفظ القرآن في بيتي، ذهبت معه إلى العمرة وأكن له كل الطاعة، وفي السنوات الأخيرة أصبح مثل أبي، إلى أن سقط في المرض الشديد، وكان هناك شخص غريب من الأقارب كنت في خياله، بدأ يتقرب مني بحكم القرابة، أخطأت معه، ولكن لم تصل إلى الزنا، توفي زوجي، وأنا في العدة طلبت منه الابتعاد ولكن لم يفهم، وفي يوم آخر وقعت معه في نفس الخطأ الأول. ما هي الكفارة؟ ماذا أفعل مع العلم أنني حاليا في العدة؟ أفيدوني كيف أتوب؟ ادعوا لي بارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من أعظم البلاء التساهل في أمر الاختلاط بين الرجال والنساء، ولا سيما الأقرباء، فقد يأتي الشر من قبلهم أكثر مما يأتي من غيرهم، ولذلك جاء تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم خاصة، ففي الصحيحين عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو ؟ قال: الحمو الموت. ولمزيد الفائدة بهذا الخصوص راجعي الفتوى رقم: 23203.
ويبدو أنك قد وقع منك شيء من التساهل في تعاملك مع هذا الرجل، في دخوله عليك، وتمكينك إياه من الخلوة بك، وإلا كيف تجرأ لأن يفعل هذه الخطيئة معك. ثم إن وقوعها من امرأة متزوجة، أو امرأة في عدتها من وفاة زوجها مما يعظم به الإثم. فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة النصوح، وقطع أي علاقة لك مع هذا الرجل والحزم معه، والتوبة هي كفارة هذه الذنوب، وليس لها كفارة مخصوصة، وراجعي شروط التوبة بالفتوى رقم: 5450.
نسأل الله تعالى أن يتوب عليك ويغفر لك كل ذنب وخطيئة، وأن يرزقك الحشمة والستر والعفاف، وأن يوفقك إلى كل خير ويقيك من كل شر.
والله أعلم.