عنوان الفتوى :
هل يجوز أن تصلَّى صلاة النافله بنية الحمد لله على موقف أو بنية الاستغفار لله؟وفقكم لله لكل الخير, وبارك لكم فيه.
الحمد لله, والصلاة والسلام على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:
فيشرع لمن أذنب أن يتوضأ ويصلي ركعتين؛ لقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ" رواه أحمد وأبو داود واللفظ له.
ومن رأى ما يسره فالأولى أن يكتفي بالسجود شكرًا لله عز وجل, فقد روى ابن ماجه عن أبي بكرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أتاه أمر يسره أو يُسَر به خر ساجدًا شكرًا لله تبارك وتعالى, لكن لا باس بصلاة ركعتين بنية أن يشكر الله تعالى؛ إذ المشروع للعبد أن يقابل نعم الله بالطاعة، والصلاة من الطاعة, قال محمد بن نصر المروزي: وأما الصلاة والسجود عند حوادث النعم شكرًا لله عز وجل, فمن ذلك: أن الله لما أنعم على نبيه - صلى الله عليه وسلم - بفتح مكة اغتسل وصلَّى ثمان ركعات شكرًا لله عز وجل. اهــ , فيصلي ركعتين وتكونان شكرًا لله تعالى, ولكن ليس هناك صلاة خاصة بالشكر تسمى صلاة الشكر, ولا يصليها بنية صلاة الشكر, وإنما بنية أن يشكر الله تعالى بفعل طاعة من الطاعات, جاء في تحفة المحتاج عن صوم أيام البيض شكرًا: وَلْيَقَعْ شُكْرًا عَلَى ذَلِكَ لَا أَنَّهُ يَنْوِي بِهِ ذَلِكَ؛ إذْ لَيْسَ لَنَا صَوْمٌ يُسَمَّى بِذَلِكَ الِاسْمِ, كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ لَنَا صَلَاةٌ تُسَمَّى صَلَاةَ الشُّكْرِ ... اهــ .
وجاء في فتاوى نور على الدرب للشيخ العثيمين رحمه الله: لا أدري ماذا يعني بصلاة الشكر! الشكر ليس له صلاة ذات ركوع وقيام, وإنما له سجود فقط، فإذا أنعم الله على الإنسان بنعمة متجددة: كنجاة من تلف, وحصول مطلوب يعز عليه حصوله, وهداية من الله عز وجل وتوبة, فسجد لله تعالى شكرًا إن كان ذلك من الأمور المشروعة؛ كما سجد كعب بن مالك - رضي الله عنه - حين جاءته البشرى بتوبة الله عليه. اهــ
والله تعالى أعلم.