عنوان الفتوى : حكم قول: يا حبيبي يا الله، وقول: إن الله جواد؛ بل هو الجود كله
الله سبحانه هو الحبيب، وهو موصوف بالمحبة على ما يليق به، يحب أولياءه ويحبونه: فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ {المائدة54} فهل يجوز قول: يا حبيبي يا الله ـ كقول: يا ملاذي، يا ملجئي، يا ناصري، يا مغيثي، يا دليل الحائرين ونحوها؟ وهل قول إن الله جواد؛ بل هو الجود كله، وهو الرحيم؛ بل هو الرحمة كلها، وهو المحب لعبده؛ بل هو الحب كله جائز أم لا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أنه لا مانع من دعاء الله تعالى بهذه الصفة فهو الحبيب المحب لأوليائه، قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه التبيان في أقسام القرآن: فهو سبحانه الموصوف بشدة البطش، ومع ذلك هو الغفور الودود المتودد إلى عباده بنعمه الذي يود من تاب إليه وأقبل عليه، وهو الودود أيضاً أي المحبوب، قال البخاري في صحيحه: الودود الحبيب. والتحقيق أن اللفظ يدل على الأمرين على كونه وادا لأوليائه ومودوداً لهم، فأحدهما بالوضع والآخر باللزوم، فهو الحبيب المحب لأوليائه يحبهم ويحبونه، وقال شعيب عليه السلام: إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ. انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: وَقَالَ ابن عَبَّاسٍ: الْوَدُودُ الْحَبِيبُ الْمَجِيدُ الْكَرِيمُ. انتهى.
وانظلر الفتوى رقم: 41079.
هذا عن الجزء الأول من السؤال.
أما عن الجزء الثاني منه: فالله سبحانه وتعالى متصف بهذه الصفات؛ لكن لا يجوز إطلاق أسماء هذه المعاني عليه بحيث يدعى بها، فلا يقال: هو الجود أو الرحمة أو الحب، لعدم ورود ذلك، ولكن يقال: له الجود وله الرحمة وله كل شيء، ويقال: جواد رحيم محب لأوليائه، فقد ذكر ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ أن ما يطلق على الله تعالى من الأسماء والصفات توقيفي، قال في بدائع الفوائد: السابع: أن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه، فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع؟. انتهى.
والله أعلم.