عنوان الفتوى : تأخير الفطر.. رؤية شرعية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كنا في رمضان الماضي نحاول تطبيق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعجيل الفطر لما في ذلك من الفوائد وأقلها عدم التشبه بالروافض، حيث إن الوقت بين غروب الشمس وأذان المغرب من خمس إلى ست دقائق، فكنا نفطر بعد الغروب مباشرة لما وصلنا من الأدلة التي لا تحتمل الشك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم والحث على ذلك وفعل الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ولكن كنا نواجه بعض الناس الذين كانوا يعيبون علينا ذلك، بل كانوا يشعروننا بأن صيامنا ليس صحيحا ووصل الحد بأحدهم أن يقول لنا يجب عليكم أن تقضوا شهر رمضان, نريد منكم ونحن كلنا ثقة بمركزكم توجيها لهم، علما بأننا واجهناهم بالأدلة الصحيحة ولكن تعنت البعض حتى وصل ببعضهم أن قال نحن نعم نقر بهذه الأدلة ولكن لن أفعل ذلك، فهل ترك سنة داوم النبي صلى الله عليه وسلم عليها أمر عادي؟ وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من السنة ـ كما هو معلوم لديكم ـ تعجيل الفطر بعد التحقق من غروب الشمس، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر. متفق عليه.

لكن هذا لا يعني أن من تأخر عن ذلك قد ارتكب إثما أو خطئا كبيرا، بل غاية أمره أنه ترك الأولى والأفضل؛ إلا إذا أخر الفطر لاعتقاد أفضلية ذلك فقد فعل مكروها، قال النووي في المجموع: قال القاضي أبو الطيب في المجرد: قال الشافعي في الأم: إذا أخر الإفطار بعد تحقق غروب الشمس، فإن كان يرى الفضل في تأخيره كرهت ذلك، لمخالفة الأحاديث، وإن لم يرد الفضل في تأخيره فلا بأس، لأن الصوم لا يصلح في الليل، هذا نصه. انتهى.

وفي التاج والإكليل للمواق المالكي: ابن حبيب: إنما يكره تأخير الفطر استنانا وتديناً، فأما لغير ذلك فلا، كذا قال لي أصحاب مالك. انتهى.

وراجع في ذلك الفتوى رقم: 2210.

ولا ينبغي أن يكون هذا الأمرسببا للخلاف، فمن عجل الفطر بعد تحققق الغروب فقد وافق السنة، ومن أخره دون أن يعتقد فضل التأخير جاز له ذلك. 

والله أعلم.