عنوان الفتوى : الدعاء بالشفاء وصرف السوء ليس من الاعتداء في الدعاء
أتمنى أن تجيبوا على سؤالي ولا تحيلوني لإجابة أخرى، لأنني قد رأيت كل الأسئلة فيما هو قريب من هذا الموضوع ولم أصل إلى ما أريد: قرأت أنه من الاعتداء في الدعاء أن يطلب المرء من الله عز وجل جمال الشعر ـ مع أنني لم أفهم ذلك، لأنني أعتقد أنه من سنن الكون أن يتغير شعر الإنسان ـ لكن هذه ليست حالتي تماما، لأنه كان لي شعر كثيف جدا ولكن حاله انقلب تماما الآن وأصبح خفيفا جدا بحيث أشعر بحزن شديد كلما أراه، والحقيقة أنني بنفسي كنت أقطعه كعادة سيئة، لكنني لم أتوقع أن يصبح هكذا، وما زاد حزني أنني علمت أنه لا يمكنني أن أسأل الله عز وجل أن يكثفه لي ويجمله بحسب ما قرأته في الفتاوى السابقة، ولدي سؤالان: 1ـ حسب حالتي هذه هل يجوز لي أن أدعو الله عز وجل أن يعيد لي كثافته باعتبار أنه كان كثيفا وتغير؟. 2ـ هل دعائي هذا وحزني بسبب شعري يعتبر من عدم الرضا بما قسم الله تعالى لي؟ وجزاكم الله كل خير ونفع بكم فنحن نستعين بعد الله تعالى بكم لنتعلم أمور ديننا الحنيف.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاعتداء في الدعاء المنهي عنه معناه مجاوزة الحد فيه، ويكون بسؤال الله تعالى ما لا يجوز شرعاً من الإثم وقطيعة الرحم، أو بسؤاله ما يخالف سنن الله في هذا الكون، وانظري الفتوى رقم: 179925.
والظاهر أن ما حصل لك من انقلاب الشعر وصيرورته خفيفا إنما هو بسبب مرض أو حساسية أو نحو ذلك. ودعاء المرء الله أن يشفيه ويصرف عنه السوء ليس من الاعتداء، بل إن ذلك مأمور به شرعا، ولذلك فإنه لا حرج عليك في دعاء الله تبارك وتعالى أن يرد لك شعرك كما كان.
وأما عن سؤالك الثاني: فإن الدعاء ومجرد حزن القلب على ما أصاب المسلم من تساقط الشعر وغير ذلك مما يصيبه عادة فهو أمر فطري وخارج عن الإرادة ولا يلزم منه عدم الرضا بقضاء الله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. رواه البخاري ومسلم.
وللمزيد من الفائدة انظري الفتوى رقم: 106730، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.