عنوان الفتوى : من دخل في الصلاة بعد سماع مؤذن ثم سمع من يؤذن بعده
بخصوص الصلاة: أنا أصلي بعد سماعي الأذان القريب من بيتي حيث إن أصوات الأذان تصل بتتابع، فمرات أبدأ بالصلاة وأسمع جامعا بدأ في الأذان، فما حكم صلاتي؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالشرط لصحة الصلاة هو العلم أو غلبة الظن بدخول الوقت، فمن علم أو غلب على ظنه دخول الوقت جاز له أن يصلي، والغالب أن المؤذنين لا يؤذنون إلا بعد دخول الوقت.
وعليه، فلا حرج عليك في أن تبدأ صلاتك بعد سماع الأذان الأول من المؤذن الثقة العارف بالوقت، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 144193.
فقد نص أهل العلم على جواز تقليد المؤذن العدل العارف بالوقت، جاء في المغني لابن قدامة: وإذا سمع الأذان من ثقة عالم بالوقت, لأن الظاهر أنه لا يؤذن إلا بعد دخول الوقت, فجرى مجرى خبره, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: المؤذن مؤتمن ـ رواه أبو داود، ولولا أنه يقلد ويرجع إليه ما كان مؤتمنا. انتهى.
وفى حال تقليد مؤذن عدل فصلاتك مجزئة ولو سمعت من يؤذن متأخرا عنه، وانظر الفتوى رقم: 110827، للفائدة فيما يتعلق بالموضوع.
مع التنبيه إلى أن صلاة الجماعة واجبة على الرجال في القول الصحيح، وأوجب بعض أهل العلم الصلاة في المسجد لمن لا عذر له في التخلف عنها، وراجع في جميع ما ذكر الفتويين رقم: 38639، ورقم: 5153.
والله أعلم.