الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في كون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر هذا الدين، والنصوص المرغبة في هذه الشعيرة والحاثة عليها والمرهبة من تركها لا تكاد تحصى، وأما بخصوص ما ذكر فقد روي فيه حديث ذكره ابن الأثير في جامع الأصول ولم يعزه، وذكره المنذري في الترغيب وعزاه إلى رزين وذكر أنه لم يره، ولفظ الحديث: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: كنا نسمع أن الرجل يتعلق بالرجل يوم القيامة وهو لا يعرفه، فيقول له: ما لك إلي، وما بيني وبينك معرفة؟! فيقول: كنت تراني على الخطأ وعلى المنكر ولا تنهاني.

وكتاب رزين ابن معاوية في تجريد الصحاح قد اشتمل على أشياء منكرة وواهية، قال الذهبي: أدخل كتابه زيادات واهية لو تنزه عنها لأجاد. انتهى.

وقال الشوكاني: أدخل في كتابه الذي جمع فيه دواوين الإسلام بلايا وموضوعات لا تعرف، ولا يُدرَى من أين جاء بها. انتهى.

وإذا كان الأمر على ما وصفنا من أن هذا الحديث لم يعزه أحد بحسب الاطلاع إلى غير رزين وهو لم يذكر له إسنادا وفي كتابه ما نبه عليه العلماء من الواهيات والموضوعات تبين أن هذا الأثر لا يثبت.

والله أعلم.