عنوان الفتوى : الداعي يدعو بما شاء دون اعتداء أو قطيعة رحم
بارك الله في جهودكم أتمنى أن أعلم عن هذه الدعوات هل يجوز الدعاء بها بحيث لا يكون فيها سوء أدب مع الله أو تعد أو دعاء على النفس: اللهم إني أسألك أن تُنسيني علما لم ينفعني وإنما أضرني. فقط أريد أن أخبركم بأن العلم الذي أتمنى نسيانه هو غير شرعي وإنما علم دنيوي. اللهم لا تذقني طعم نفسي في عملي بل مكني أن أجعله خالصا لوجهك الكريم. اللهم اجعلني ممن اطلعت على قلبه فلم تجد فيه إلا مايرضيك. اللهم اصرف الدنيا عني فإن إقبالها علي قد فتنني. وما هي الأسماء الحسنى لله جل شأنه والتي تناسب كل دعوة مما سبق؟جزيتم كل خير ونفع الله بعلمكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نلاحظ فيما ذكر من الأدعية ما يمنع من الدعاء به؛ فقد أذن الشرع للمسلم أن يتخير من الدعاء ما يعجبه ويحتاج إليه، ما لم يكن فيه اعتداء أو قطيعة رحم، ولو لم يكن ثابتا بلفظه في السنة؛ فقد ثبت في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم-: ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني.
ومع ذلك ننبه إلى أن الأفضل للمسلم أن يدعو بالأدعية المأثورة الجامعة الواردة في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم. ومنها قوله تعالى: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {البقرة:201}. وقوله صلى الله عليه وسلم: اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علماً، والحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار. رواه الترمذي وغيره، وقال الألباني: صحيح دون قوله والحمد لله. وهذه الأدعية متوفرة ولله الحمد، وانظري كتاب الأذكار للنووي.
ويمكن أن تدعي بأسمائه تعالى العليم والحكيم والكريم واللطيف والخبير.. فتقولي مثلا "اللهم ياعليم ياحكيم أسألك أن تنسيني علما لا ينفعني.. أو "اللهم يا لطيف ياخبير يا من لا تخفى عليه خافية أسألك ألا تذيقني.. أو اجعلني ممن اطلعت على قلبه..
مع العلم أنه لم يقم دليل من كتاب ولا سنة على أن لبعض أسماء الله تعالى خواصا كما يزعم البعض، وكما نبهنا عليه من قبل في الفتوى رقم: 137695 ، وما أحالت عليه.
والله أعلم.