عنوان الفتوى : تحصين الاطفال بالاذكار

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كيف يتم تحصين الأطفال بالتحصينات الشرعية ؟ وما هي تلك التحصينات؟ حيث إن بعض الأطفال يعاني من البكاء والخوف والفزع خصوصاً في الليل وأثناء النوم، وإذا ما حاول الأب أو الأم تهدئة الطفل يشتد فزعا وخوفا وصراخا وبكاء، ويظل على هذا الحال لفترة من الوقت، أو يسمع الطفل يتحدث مع شخص لا يرونه أو يبكي فجأة ويذكر لهم أن رجل في الغرفة قد ضربه.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

السبب في ذلك أن كثيرا من بيوت المسلمين في هذه الأيام لا تدخلها الملائكة، بيوت لا يسمع فيها قرآن يتلى ولا صلاة فيها ولا دعاء، بيوت قد عشعشت فيها الشياطين بسبب كثرة المنكرات من غناء وصور وكلاب وتماثيل، يترك الأطفال يلعبون ويعبثون في كل وقت دون تحصين ولا تعويذ ولا تعليم لأذكار الصباح والمساء.

ولكن من السنة تحصين الأطفال، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبِي صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحسينَ ويقول إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بها إِسماعيل وإسحاق: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ. رواه البخاري والنسائي وابن ماجة.

ومعنى: ” إن أباكما ” يريد إبراهيم عليه السلام، وسماه أبا لكونه جدا على.

ومعنى: “بكلمات الله”، قيل المراد بها كلامه على الإطلاق، وقيل أقضيته، وقيل ما وعد به كما قال تعالى: (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل) والمراد بها قوله تعالى: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض).

والمراد بالتامة: الكاملة، وقيل النافعة، وقيل الشافية، وقيل المباركة، وقيل القاضية التي تمضي وتستمر ولا يردها شيء ولا يدخلها نقص ولا عيب، قال الخطابي: كان أحمد يستدل بهذا الحديث على أن كلام الله غير مخلوق، ويحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستعيذ بمخلوق.

و قوله: (من كل شيطان) يدخل تحته شياطين الإنس والجن. قوله: (وهامَّة) واحدة الهوام ذوات السموم، وقيل: كل ما له سم يقتل فأما ما لا يقتل سمه فيقال له السوام، وقيل المراد كل نسمة تهم بسوء، وقد يقع الهوامّ على ما يدبّ من الحيوان وإن لم يقتل كالحشرات.

وقوله: (ومن كل عين لامَّة) أي مؤذية، وهي التي تُصيب ما نظرت إليه بسوء. ‏  ‏

وفي سنن أبي داود والترمذي وابن السني، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات: “أعُوذُ بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبهِ وَشَرِّ عِبادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ وأنْ يَحْضُرُونِ” قال: وكان عبد اللّه بن عمرو يعلمهنّ مَنْ عقل من بنيه، ومَنْ لم يعقل كتبه فعلقه عليه. قال الترمذي: حديث حسن. وفي رواية ابن السني: جاء رجلٌ إلى النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فشكا أنه يفزعُ في منامه، فقالَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِماتِ اللّه التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَمنْ شَرّ عِبادِهِ، وَمِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وأنْ يَحْضرُونِ” فقالها، فذهب عنه. ورواه أحمد والحاكم في المستدرك، وهو حديث حسن بشواهده.‏

ومن أسباب أذى الشياطين للأطفال: ترك الأطفال يلعبون ويعبثون ويصرخون ويتراجمون بالحجارة وغيرها عند غروب الشمس، حيث إنه وقت تنتشر فيه الشياطين، فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا استجنح الليل أو قال جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم وأغلق بابك واذكر اسم الله وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله وأوك سقاءك واذكر اسم الله وخمر إناءك واذكر اسم الله ولو تعرض عليه شيئا “، رواه البخاري. وفي رواية مسلم : “إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشيطان ينتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئا وأطفئوا مصابيحكم “.

وفي رواية للبخاري : ” خمروا الآنية ، و أوكئوا الأسقية، و أجيفوا الأبواب، و اكفتوا صبيانكم عند المساء؛ فإن للجن انتشار وخطفة، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة، فأحرقت أهل البيت “.

فينبغي حبس الأطفال عند غروب الشمس وعدم تعريضهم لتفلت الشياطين وتعليم من يعقل من الأبناء قراءة آية الكرسي والمعوذتين ” قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ” وأما الطفل الذي لا يعقل فيضع المسلم يده على رأس الطفل أو صدره ويعوذه بما كان يعوذ إبراهيم عليه السلام بنيه وكذلك آية الكرسي والمعوذتين.

وإذا ما استمر الطفل في البكاء ولم يكن مصاباً بمرض عضوي فعلاجه يكون بالرقية والتحصين لأنه قد يكون مصاباً بالعين، عن عائشةَ رضي الله عنها قالت دخل النبي صلى الله عليه وسلم فسَمِع صوتَ صبيٍّ يبكِي فقال ما لِصَبِيِّكُم هذا يبكي فهلا استرقيتم له من العين. وفي رواية مالك في موطئه عن عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ حدَثهُ أَن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دخل بَيتَ أم سَلَمَة زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم وفي البيت صبي يبكِي فذكروا له أَنَّ بِهِ العين قال عُرْوَةُ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَلا تَسْتَرْقُونَ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ.

وإذا ما تكررت الخوف والفزع فينبغي رقية والد الطفل وأمه لأنه قد يكون الأب أو الأم مصابة بالمس فيتأثر به الطفل.


( عن موقع “إعفاف” بتهذيب ).