عنوان الفتوى : تدفع المرأة عنها زحام الرجال ما استطاعت
بسم الله الرحمن الرحيم أنا طالبة في الجامعة بحكم دوامي كل يوم أذهب إلى الجامعة عن طريق المواصلات وقد تعرضت كثيرا إلى مواقف تضايقني فأثناء الركوب في سيارة الأجرة قد يصادف أن يجلس إلى جانبي رجل وهذا ما يحصل عادة وبعضهم يستغل الأمر ويضايقني أحيانا أنتظر سيارة أخرى يكون الوضع فيها أنسب لكن هذا لاينفع دائما لاني ملتزمة بمواعيد المحاضرات فماذا علي أن أفعل وخاصة أني خجولة وأخاف أن أتكلم حتى لا أقع في مشكلة مع أحدهم وإذا سكت أحس بالذنب وأن الإثم يقع علي . وجزاكم الله كل خير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى أبو داود عن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد، فاختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق، فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليعلق بالجدار من لصوقها به. حسنه الألباني.
ومعنى "أن تحققن" أي تركبن حقها أي وسطها و"حافات الطريق" جمع حافة وهي الناحية.
ففي هذا الحديث دلالة واضحة على أنه لا يجوز للمرأة أن تختلط بالرجال في الطرقات اختلاط ممازجة وملامسة.
إذ معنى الحديث: ابعدن عن الطريق أي لا تسرن وسطه، وإنما عليكن أن تسرن في حافاته حتى لا تختلطن بالرجال، فأطعن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وسرن في جوانب الطريق، حتى إن إحداهن من شدة تنحيها عن وسط الطريق وابتعادها عنه يلتصق ثوبها بالجدار على جانب الطريق من شدة التصاقها به مبالغة في الابتعاد عن وسط الطريق. انظر عون المعبود شرح سنن أبي داود 14/190
ولا شك أن الصورة التي ذكرتها السائلة من الاختلاط والملامسة في وسائل النقل العامة أولى بالمنع، فالذي يجب عليها أن تتخذ وسيلة أخرى لا تشتمل على هذا المحظور.
فإن لم تجد وكانت الحاجة ضرورية إلى الخروج فيجوز لها ركوب هذه السيارات وتدفع عن نفسها الأذى والمضايقات، ولا تسكت لأن سكوتها مع قدرتها على الإنكار لا يجوز وربما تشجع السفهاء على مضايقتها.
والله أعلم.