عنوان الفتوى : وجوب التطهر من المذي وهل يفسد الصوم بخروجه
أتحدث مع فتاة على موقع الفيس بوك وفي الهاتف المحمول وأثناء تحدثي معها في كلا الحالتين تنزل مني قطرات من المني، علما بأن الكلام بيننا لا يخرج عن حدود الأدب ويخلو من الكلام المثير للشهوة، ولكن تخرج مني هذه القطرات بمجرد تحدثي معها وبدون إرادتي، وسؤالي هو: ما الحكم في هذه الحالة؟ وهل يجب الاغتسال في كل مرة؟ علما بأن هذا يحدث أكثر من مرة في اليوم الواحد, وهل هذا يفسد الصيام في نهار رمضان؟ أرجو من فضيلتكم الإجابة وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أيها السائل أولا أن تتقي الله تعالى وتكف عن الحديث مع تلك المرأة، فإن هذا من خطوات الشيطان التي يستدرجك بها إلى المعصية، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور : 21}.
وقد سبق أن بينا في عدة فتاوى خطورة التحدث مع المرأة الأجنبية وأن الكلام مع الأجنبية بغير حاجة باب فتنة وذريعة فساد وأن العلماء أفتوا بتحريمه، قال العلّامة الخادمي ـ رحمه الله ـ في كتابه: بريقة محمودية ـ وهو حنفي: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة، لأنه مظنة الفتنة. اهــ.
فالذي ننصحك به أن تكف عن محادثة تلك الفتاة، وانظر الفتوى رقم: 121866.
وأما ما يخرج منك: فالذي يظهر أنه مذي وليس منيا, والمذي سائل لزج شفاف يخرج عند التفكير في الشهوة أو سماع ما يستدعيها, بخلاف المني الذي يخرج دفقا بلذة عند اشتداد الشهوة, والمذي حكمه حكم البول من حيث النجاسة ووجوب التطهر منه ولا يجب بخروجه الغسل, ولا يفسد الصيام بخروجه في المفتى به عندنا, وانظر الفتوى رقم: 34363، حول أحكام جامعة حول المني والمذي والودي، وكذا الفتوى رقم: 56051، عن الفروق المعتبرة بين المذي والمني والودي, والفتوى رقم: 134712، عن خروج المذي هل يفسد الصيام؟.
وأما لو افترض أن الخارج منك كان منيا، فإن صيامك يفسد بذلك ويجب إمساك بقية اليوم والقضاء، وانظر الفتوى رقم: 127123.
والله أعلم.