عنوان الفتوى : زيارة قبر الأب هل تعد من البر الذي ينتفع به الزائر وهل هي كزيارته في حياته
هل تعد زيارة الوالد المتوفى ـ رحمه الله ـ في المقبرة من البر به الذي ينفع ابنه الزائر؟ وهل زيارته هذه كزيارته حال حياته؟ وما هي الفترة التي يجب على الابن أن لا يزيد عنها في انقطاع زيارته لوالده المتوفى؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
تسن زيارة القبور سواء في ذلك الأبوان وغيرهما، للاتعاظ بها وتذكر الآخرة، والمقصود من زيارة القبور شيئان:
الأول: انتفاع الزائر بذكر الموت والموتى، وأن مآلهم إما إلى جنة وإما إلى نار، وهو الغرض الأول من الزيارة.
الثاني: نفع الميت والإحسان إليه بالسلام عليه، والدعاء والاستغفار له، وهو خاص بالمسلم، فإذا زار الابن أباه فقد عمل أمرا مستحبا وعمل خيرا يثاب عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ لكن ذلك ليس واجبا بحيث لو تركه كان آثما، والذي صرحت السنة به في هذا الشأن هو أن البر بالوالدين بعد موتهما يكون بالدعاء لهما والاستغفار والصدقة إلخ، والدعاء يحصل بدون زيارة، وفي برنامج نورعلى الدرب، سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: فأجاب رحمه الله تعالى: المقصود بزيارة الموتى هو الدعاء لهم، والدعاء لهم واصلٌ في أي مكانٍ كان الداعي لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علمٌ ينتفع به أو ولدٌ صالحٌ يدعو له، فأنت ادع الله لوالدك في أي مكانٍ كنت، بعيداً كنت أم قريباً ولا حاجة إلى زيارة قبره نعم لو كنت في نفس البلد جئت لحاجة وذهبت تزور أباك فلا بأس به، أما أن تشد الرحل إلى قبره لتزوره فهذا منهيٌ عنه. انتهى.
أما أن زيارته بعد مماته كزيارته في حياته فلا، وانظر الفتوى رقم: 24738، في أقوال العلماء في سماع الميت كلام زائره واستبشاره به.
وعن الجزء الأخير من السؤال فليس هناك زمن محدد لا يزاد عليه دون زيارة الوالد حسب علمنا، ولك أن تزوره إذا كان قبره ببلد إقامتك كل جمعة أو أكثر أو أقل.