عنوان الفتوى : الصلاة العظيمية.. رؤية شرعية
ما حكم الصلاة المسماة بالعظيمية؟ يقرؤها البعض عندنا عقب الصلوات الخمس وكذا الجمعة وصلاة الجنازة وأثناء دفن الميت بصوت مرتفع وبمكبرات الصوت ويحافظون على ذلك في المساجد بصوت جماعي عال يلقنهم أحدهم ويرددون وراءه، وهذا نصها: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك بنور وجه الله العظيم الذي ملأ أركان عرش الله العظيم وقامت به عوالم الله العظيم أن تصلي على مولانا محمد ذي القدر العظيم وعلى آل نبي الله العظيم بقدر عظمة ذات الله العظيم في كل لمحة ونفس، عدد ما في علم الله العظيم صلاة دائمة بدوام الله العظيم، تعظيما لحقك يا مولانا يا محمد يا ذا الخلق العظيم وسلم عليه وعلى آله مثل ذلك، واجمع بيني وبينه كما جمعت بين الروح والنفس ظاهرا وباطنا يقظة ومناما واجعله يا رب روحا لذاتي، من جميع الوجوه في الدنيا قبل الآخرة يا عظيم ـ نرجو التفصيل وجزاكم الله عنا خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الصلاة المسماة بالعظيمية مبتدعة لا يجوز أن يتعبد الله تعالى بها على هذا الوجه، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الصلاة يزعم بعض الطرقية أن النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع بشيخ طريقتهم وعلمه إياها، وهذا جهل فاضح وزور مبين، وقد تكلم الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق على هذه الصلاة المسماة بالعظيمية وبين بعض ما في ألفاظها من الركاكة وفي معانيها من الخطأ فقال ما عبارته: ثم لننظر ما هي الأوراد والأدعية التي جاء الرسول في زعمهم ليعلمها لهؤلاء، إنها كلمات ركيكة التركيب العربي، فيها جهل عظيم بالله سبحانه وتعالى، وتقول عليه سبحانه وتعالى، وفيها اعتداء في الدعاء بكل معاني الاعتداء، وفيها من أسماء الشياطين ما فيها، وإليكم نماذج من هذه الأدعية التي يزعم أصحابها أنهم اجتمعوا بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلمها لهم هذه هي الصلاة التي يسمونها الصلاة العظيمية!! هكذا والعظيمية!! وهي: اللهم إني أسألك بنور وجه الله العظيم، الذي ملأ أركان عرش الله العظيم، وقامت به عوالم الله العظيم، أن تصلي على مولانا محمد ذي القدر العظيم، وعلى آل نبي الله العظيم، بقدر عظمة ذات الله العظيم، في كل لمحة ونفس وعدد ما في علم الله العظيم، صلاة دائمة بدوام الله العظيم، تعظيمًا لحقك يا مولانا يا محمد يا ذا الحق العظيم، وسلم عليه وعلى آله مثل ذلك واجمع بيني وبينه كما جمعت بين الروح والنفس ظاهرًا وباطنًا يقظة ومنامًا واجعله يا رب روحًا لذاتي من جميع الوجوه في الدنيا قبل الآخرة يا عظيم ـ فانظر إلى ركاكة التعبير، وخطاب الله بالغيبة وهو سوء أدب مع الله فقوله: اللهم إني أسألك، وهذا خطاب ثم يقول بنور وجه الله العظيم ـ وهذه غيبة كأن الله غير المخاطب، والصواب والبلاغة أن تقول بنور وجهك العظيم، لأنك تخاطب الله ولكن الذين ألقوا هذه الأذكار المبتدعة لا يحسنون العربية، والعجيب أن ينسبوها بعد ذلك إلى أفصح العرب لسانًا والذي آتاه الله جوامع الكلم، وانظر بعد ذلك تكرار اسم العظيم في غير مناسبة، ثم وصف العرش أن له أركانًا ومن أين لهم ذلك؟ ولم يرد هذا في كتاب أو سنة وإنما جاء في الحديث أن للعرش ساقًا كما جاء في قوله ـ صلى الله عليه وسلم: فأجد موسى باطشًا بساق العرش ـ ثم ما معنى أن يدعو المسلم ربه ويسأله أن يجمع بينه وبين الرسول كما جمع بين الروح والنفس!! وأن يكون هذا ظاهرًا وباطنًا، يقظة ومنامًا، وأن يكون الرسول روحًا لذات الداعي، وهذا كله من أكبر العدوان في الدعاء، وهو فتح باب الادعاء بعلم الغيب، فما دام أن الرسول قد امتزجت روحه بالمدعو ظاهرًا وباطنًا، يقظة ومنامًا، فمعنى هذا أنه يتكلم بلسان الرسول ويعلم علم الرسول، وهذا فتح لباب التقول على الله!!! فهل هذا الدعاء الركيك السقيم معنى ومبنى يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم ليعلمه للناس. انتهى.
فالواجب على المسلمين أن يحذروا البدع والمحدثات، وأن يعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد لحق بربه بعد ما بين جميع ما يحتاج إليه العباد مما يقربهم إلى الله تعالى، فالخير كل الخير في اتباعه صلى الله عليه وسلم وقفو أثره، فإن الحلال هو ما أحله الله ورسوله، والحرام هو ما حرمه الله ورسوله، والدين هو ما شرعه الله ورسوله، وفقنا الله لاتباع السنن، وجنبنا وإخواننا المحدثات والبدع بمنه وكرمه.
والله أعلم.