تدبر - [356] سورةغافر(5) - تدبر - محمد علي يوسف
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
ولقد كان الصدع في البداية لإنقاذ موسى عليه السلام من القتل الذي قرره فرعونلكنه استمر
ولم يعد الأمر قاصرا على الدفاع عن موسى، أو الذب عنه، والتخذيل عن قتله وتلك مقاصد عظيمة..
لكن الأمر تطور إلى دعوة وموعظة وتذكرة عامة، تقصد القلوب وتغمر الأفهام والألباب..
وذلك بعد أن هان الطاغوت في نظره، وانتهى الأمر..
لم يعد غضبه يخيفه، ولم يعد يخشى أوتاده ولا جنده العتيد..
لقد صدع وجهر، واختار العزيمة، ولسوف يستكمل الطريق، ويسلك السبيل، وليكن ما يكون..
لم يعد الأمر فارقا، ولم يبق للخوف في قلبه من أثر وما تبقى من الخوف استحال إلي لون جديد..
إنه الآن فقط يخاف على قومه..
" {يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ} "
" {وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ} "
" {وَيَا قَوْمِ مَا لِى أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ} "..
إنه خوف الحريص على أن يذوق كل الخلق ما ذاقه، وأن يغترفوا مما اغترف..
وخوف المشفق الذي يعلم ما ينتظر من لم يغترف..
وذلك أصل الدعوة بعد ابتغاء مرضاة الله
الحرص على الخلق والخوف عليهم من مصير مجانبة الحق