عنوان الفتوى : هل صلَّى عمر بن الخطاب في الكنيسة عندما فتح بيت المقدس ؟
حين كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في القدس وقاموا بفتح القدس ، وكان معهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينها صلَّى الصحابة الكرام في بهو الكنيسة بدعوة من كبير القساوسة ، ولكن لم يشاركهم عمر بن الخطاب لأسباب أخرى . فهل هذا صحيح أن الصحابة صلوا بالكنيسة ؟
الحمد لله
ليس في كتب السنَّة والآثار التي اطلعنا عليها أسانيد لحادثة صلاة عمر بن الخطاب
رضي الله عنه في الكنيسة عند فتح بيت المقدس ، وكذا لم يرد شيء عن الصحابة في
صلاتهم فيها ، وأقدم من رأينا ذكر تفصيل الحادثة هو ابن خلدون رحمه الله وذكر أن
تعليل رفض عمر بن الخطاب رضي الله عنه للصلاة فيها خشية أن يتخذها المسلمون من بعده
مسجداً .
قال ابن خلدون – رحمه الله - : " ودخل عمر بن الخطاب بيت المقدس ، وجاء كنيسة
القمامة ! فجلس في صحنها ، وحان وقت الصلاة فقال للبترك : أريد الصلاة ، فقال له :
صلِّ موضعك ، فامتنع وصلَّى على الدرجة التي على باب الكنيسة منفرداً ، فلما قضى
صلاته قال للبترك : لو صليتُ داخل الكنيسة أخذها المسلمون بعدي وقالوا هنا صلَّى
عمر ، وكتب لهم أن لا يجمع على الدرجة للصلاة ولا يؤذن عليها " انتهى من " تاريخ
ابن خلدون " ( 2 / 225 ) .
وليس لهذه الحادثة إسناد يُذكر فلا يجوز نسبتها لعمر رضي الله عنه .
والذي يظهر لنا نكارة متنها وعدم صحتها لأمرين :
الأول : أن الكنيسة لا تستحق للمسلمين إذا صلَّى فيها حاكم أو محكوم من المسلمين ،
ولا يُعرف هذا القول عند أئمة الفقه .
الثاني : أن الثابت عن عمر رضي الله عنه جواز الصلاة في الكنيسة إذا خلت من
التماثيل والصور ، وأنه في حال وجودهما في كنيسة فإن عمر بن الخطاب يمتنع من دخولها
فضلا عن الصلاة فيها .
روى البخاري في " صحيحه " ( 1 / 167 ) عن عمر رضي الله عنه قوله : " إنا لا ندخل
كنائسكم من أجل التماثيل التي فيها الصور " . انتهى .
وانظر حكم الصلاة في الكنيسة جواب السؤال رقم (
147007 ) .
والله أعلم
أسئلة متعلقة أخري |
---|
هل صلَّى عمر بن الخطاب في الكنيسة عندما فتح بيت المقدس ؟ |