عنوان الفتوى : هل ترجع بابنتها لبلادها المسلمة أم تبقى في ديار الغرب وتدخلها مدرسة مختلطة ؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ابنتي عمرها 13 سنة ، والمدارس في " بلجيكا " فيها الانحراف والرذيلة بكل أنواعها وعندي عدة أسئلة بخصوص ذلك . أولا : هل إذا منعت ابنتي من إتمام دراستها أكون آثمة أمام ربي ؟ ثانيا : وهل أنتم مع من يقول : من أراد أن ينحرف فسينحرف ولو في عقر داره ؟! . ثالثا فهل إذا رجعت – إن شاء الله - هل أترك ابنتي تكمل دراستها أم لا ؟ .

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق


الحمد لله
أولاً:
نشكر لك – بادئ بدء – حرصك على تربية ابنتك التربية الإسلامية الصحيحة ، ونشكر لك تحريك عن الصواب من الفعل فيما يختص بذلك ، وللأسف فقد انغمس كثير ممن ذهب للغرب من المسلمين بالحياة المادية وضيَّع الأمانة التي استرعاها الله إياه وهم أسرته فلم يُحطها بنصحه ولم يحفظ عليها دينها وسلوكها ، وقليل من انتبه لخطر الإقامة في تلك الديار على نفسه وعلى أسرته فسارع لترك الإقامة فيها وبعضهم سارع إلى تخليص أسرته من البقاء فيها .

وما تذكرينه عن ابنتك هو من هذا الباب وفي دراسة ابنتك في مدارس تلك البلاد ارتكاب لمحظورين عظيمين :
الأول : الإقامة في ديار الكفر من غير أمن على الدين ، وحاجة تدعو إلى ذلك .
والثاني : الدراسة المختلطة .
وكلاهما شر مستطير وخاصة على الشباب المراهقين ، وإذا كانت الأسر الغربية نفسها تحسب حساب خطر هذه السن ، وخطر تلك المدارس لما فيها من مفاسد لم تعد تخفى على أحد ، فأولى أن يحسب المسلم الحساب لذلك فيما يتعلق بأبنائه وبناته .
واسمعي لقول امرأةٍ صحفية من الغرب وهي الصحفية الأمريكية " هيليان ستانبري " إذ تقول : " أنصحكم بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم ، امنعوا الاختلاط ، وقيدوا حرية الفتاة ؛ بل ارجعوا لعصر الحجاب ، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا ، امنعوا الاختلاط ، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير ، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعا مليئاً بكل صور الإباحية والخلاعة ، إن ضحايا الاختلاط يملؤون السجون ، إن الاختلاط في المجتمع الأمريكي والأوروبي قد هدد الأسرة وزلزل القيم والأخلاق " انتهى نقلا عن مقال في الاختلاط للشيخ إبراهيم الحقيل :
http://www.saaid.net/female/0145.htm

فنحن مع رجوعك إلى بلادك من غير تردد ، وخاصة أن عندك ابنة في أول سن شبابها ، وإذا لم تسارعي لإنقاذها ، فيوشك أن لا تستطيعي التحكم فيها والسيطرة على قرار يتعلق بها ؛ لما تعلمينه من القوانين الجائرة في تلك البلاد ، ولما يُخشى من تعلق الابنة بحياة الغرب وما فيها من فتنة لمن كان في سن المراهقة .

ثانياً:
أما ادعاء بعض الناس أن بلاد المسلمين فيها منكرات فهو صحيح من حيث الجملة ، وخطأ من حيث التفصيل ، فمهما وُجدت منكرات في بلاد المسلمين فإنها لا تزال بلاداً إسلامية يُرفع فيها الأذان ، ويُرى فيها الحجاب ، ويحافظ المسلم فيها على إسلامه وتوحيده لربه ، وما زال في الناس بقية من خير ، وعادات وتقاليد ، تعصم من الانغماس في الرذائل ، أو تعين طالب العفاف ـ على أقل تقدير ـ على أن يحافظ على نفسه وأسرته .
وهب أن هناك شرا ، وهو كذلك حقا ؛ لكن أين هذا من ذاك ؟!

وأما بلاد الغرب فإن الأذان فيها ممنوع رفعه ، ويحارب أكثرهم الحجاب إما في قوانينهم أو في إعلامهم ، ويرى المسلم فيها الكفر معلناً والإباحية في كل مكان ، ومع تغير الأوضاع في بلاد المسلمين في هذه الأيام ، وعدم التضييق على المسلمين فيها – كما كان يحصل - ؛ فإن ذلك أدعى للانتقال إلى بلاد الإسلام ، وأرجى لازدياد الخير فيها وفي أهلها ، إن شاء الله .

ولذا فنحن مع رجوعك إلى بلدك ، أنت وابنتك طبعا ، ولا مجال لتركها هناك من غيرك بحال من الأحوال ، ونرى أن ذلك أصلح لكم ولابنتكم ، ومن ثَم فإن أمر الدراسة سهل ويسير ، ويمكنك البحث عن كلية أو معهد خاص بالإناث لتلتحق به ابنتكم ، واحذروا أماكن التدريس المختلطة فإنه شر ووبال على الذكور والإناث ، وليكن دوماً تفكيركم منصبّاً على حفظ الدين والعِرض ، فإنهما رأس المال الذي إذا خسره المسلم فلا تنفعه شهادة تعليم ولا منصب ولا مال .
وانظري – لكل ما سبق – أجوبة الأسئلة ( 11793 ) و (131586 ) و ( 110267 ) و ( 27211 ) و ( 3225 ) .

والله أعلم