عنوان الفتوى : درجة حديث: من صلى في مسجدي أربعين صلاة...
هل يوجد حديث للنبي صلى الله عليه وسلم مفاده أن من صلى أربعين صلاة مكتوبة في المسجد النبوي تنتفي عنه صفة النفاق?وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى الإمام أحمد في مسنده والطبراني في الأوسط عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا يفوته صلاة، كتبت له براءة من النار ونجاة من العذاب، وبرئ من النفاق. قال الطبراني: لم يروه عن أنس إلا نبيط تفرد به ابن أبي الرجال. اهـ.
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة: وهذا سند ضعيف نبيط هذا لا يعرف إلا في هذا الحديث ، وقد ذكره ابن حبان في الثقات (5/483) على قاعدته في توثيق المجهولين ، وهو عمدة الهيثمي في قوله في المجمع (4/8) رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله ثقات، وأما قول المنذري في الترغيب (2/136) رواه أحمد و رواته رواة الصحيح والطبراني في الأوسط فوهم واضح لأن نبيطاً هذا ليس من رواة الصحيح، بل ولا روى له أحد من بقية الستة. اهـ.
ولكن هذا الحديث قد صح من طرق أخرى عن أنس موقوفاً عليه ومرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق. أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
والفرق بين الحديثين من عدة أوجه:
الأول هو: أن الحديث الأول -وهو المسؤول عنه- يفيد الفضيلة بمن صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث الثاني يثبتها لكل من واظب على إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام في أي مسجد، ولا شك أن المواظبة على ذلك في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أولى وأنفع لما له من الفضيلة ومضاعفة ثواب الصلاة.
الثاني: أن الثواب الموعود في الحديث الأول قد علق على أربعين صلاة، وفي الحديث الثاني قد علق على أربعين يوماً، وصلاة أربعين يوماً مائتا صلاة.
الثالث: أن الحديث الثاني قد صرح فيه بأنه يشترط لحصول الثواب الموعود أن تكون الصلوات مرتبة، ولم يصرح بذلك في الحديث الأول.
والله أعلم.