عنوان الفتوى : النهي عن الشرب قائما لا يختص بالماء
حديث شرب الماء جالسا, هل يأخذ العصير حكم الماء فيشرب جالسا أم يمكن شربه واقفا, وهل يمكن الشرب واقفا قصدا إن كان هناك من يراقبني ويقول إني لا أدع السنة فأشرب واقفا كأني ناسي حتى لا يعظم في وذلك تركا لما قد يدب قلبي من الرياء؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت النهي عن الشرب قائما في أحاديث رواها مسلم وغيره، فمنها ما رواه مسلم عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب قائما. وأخرج عن أنس أنه صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائما، وعن أبي هريرة: لا يشربن أحدكم قائما فمن نسي فليستقئ. وهذا النهي عام في الماء وغيره، ولا نعلم أحدا من أهل العلم خص النهي بالماء. فينبغي لك أن تحرص على هذه السنة وألا تفرط فيها، ولا ينبغي لك أن تشرب قائما خوف الرياء بل اعمل الطاعة وأخلص فيها لله تعالى، فإن ترك العمل الصالح لأجل الناس رياء؛ كما قال الفضيل رحمه الله.
قال النووي رحمه الله: وَيَنْبَغِي أَنْ لَا يُتْرَكَ الذِّكْرُ بِاللِّسَانِ مَعَ الْقَلْبِ بِالْإِخْلَاصِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يُظَنَّ بِهِ الرِّيَاءُ، وَقَدْ نُقِلَ عَنِ الْفُضَيْلِ: تَرْكُ الْعَمَلِ لِأَجْلِ النَّاسِ رِيَاءٌ، وَالْعَمَلُ لِأَجْلِ النَّاسِ شِرْكٌ. وَالْإِخْلَاصُ أَنْ يُخَلِّصَكَ اللَّهُ مِنْهُمَا، لَكِنْ لَوْ فَتَحَ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مُلَاحَظَةِ النَّاسِ وَالِاحْتِرَازِ عَنْ طُرُقِ ظُنُونِهِمُ الْبَاطِلَةِ لَانْسَدَّ عَلَيْهِ أَكْثَرُ أَبْوَابِ الْخَيْرِ. انتهى.
والله أعلم.