عنوان الفتوى : حكم الدعاء على الغير بقول (الله يرجك)
انتشرت بين الشباب كلمات مثل ( الله يرجك ) وغيرها، وانتشرت فتوى بأن هذه الكلمة سوء أدب مع الله لأن سبحانه منزه من الرج. فهل هذه الفتوى صحيحة علما أن المقصود عند قول الكلمة ليس الرج بمعنى الهز ؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن معنى الرج في اللغة هو الهز والتحريك الشديد، ومنه رجت الأرض زلزلت.
قال العيني: قال مجاهد في قوله تعالى: إذا رجت الأرض رجا. وفسره بقوله: زلزلت. ورواه الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، وقال الثعلبي أي رجفت وتحركت تحريكا من قولهم السهم يرتج في الغرض أي يهتز ويضطرب، وأصل الرج في اللغة التحريك يقال رجحته فارتج فإن ضاعفته قلت رجرجته فترجرج. اهـ
وأما من حيث الحكم فإن الدعاء بهذا ليس فيه إساءة أدب مع الله فهو مثل قتله الله وزلزل الله الأرض به. ففي حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال : أصاب رجلا جَرْح في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم احْتَلَم ، فأُمِر بالاغتسال ، فاغتسل فمات ، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : قتلوه ، قتلهم الله ، ألم يكن شفاءُ العِيِّ السؤالَ ؟. أخرجه أبو داود.
ولكنه لا يجوز للمسلم أن يدعو على غيره بغير حق شرعي لما في ذلك من الاعتداء ، فقد قال الله تعالى: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ { النساء:148}. وقال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {الأعراف:55}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم. رواه مسلم.
وفي الترمذي عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، فقال رجل من القوم: إذاً نكثر، قال: الله أكثر. والحديث صححه الألباني.
والله أعلم.