عنوان الفتوى : ربَّ كلمة أدت إلى وقوع فتنة
يا شيخ نعرف ماهي قيمة الجوال والرسائل القصيرة ولكن وصلني بالأيام الأخيرة رسالة مفادها: لولا الخوف والشرك بالله لجعلت حبك سادس أركان الإسلام فمرت علي أول مرة مرور الكرام ولكن قلبت الجهاز مرة أخرى ثم أمعنت بالنظر فيها فسؤالي: يا شيخ ما الحكم في هذه الرسالة؟ وهل هي جائزة وصحيحة؟أفيدونا جزاكم الله خيرا ونحن في غفلة ولا ندري ما الحكم فيها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلاشك أن الجوال وسيلة من وسائل الاتصال النافعة التي يستفاد منها في كثير من أبواب البر والخير والصلة، ولكن الخطورة في كونه سلاحاً ذا حدين، فقد يستخدم في الشر أيضاً، ومن ذلك المعاكسات التي تحدث بين الفتيان والفتيات.
ومما يأتي منه من الشر ما ورد في هذه العبارة التي وردت بها الرسالة، فأي خوف من الله تعالى موجود في قلب يقدم صاحبه على مثل هذه المعاكسات، إذ أن الخوف من الله تعالى رادع عن كل ما يغضب الرب تبارك وتعالى، ويؤدي إلى نشر الفتنة بين قلوب الخلق، لذلك عندما تحدث القرآن عن مخالفة الكفار لأمر الله تعالى قال: (كَلَّا بَلْ لا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ) [المدثر:53].
فنصيحتي لك أيها الأخ السائل ألا تلتفت لمثل هذه الرسائل ولو بمجرد التفكير فيها، لأن ذلك قد يؤدي إلى أن تكون خاطرة تصير فكرة.. إلى أن تقع في الفاحشة، لذلك قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) [النور:21].
هذا مع شكري لك على حرصك على الخير ومعرفة الحق، سائلين لنا ولك التوفيق والسداد.
والله أعلم.