عنوان الفتوى : نقد مقولة (القرآن حمال أوجه)
هل عبارة: القرآن حمال أوجه ـ تصح نسبتها إلى عمر بن الخطاب أو علي بن أبي طالب؟ وما أصلها؟ وما هو معناها؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على سند يوثق به في نسبة العبارة المذكورة إلى عمر بن الخطاب أو علي بن أبي طالب، وقد وقفنا على كلام نفيس للشيخ القرضاوي ـ حفظه الله ـ في تلك العبارة ننقله هنا، لما فيه من الفائدة، قال: تمسك بعض الناس بالكلمة التي رويت عن الإمام علي ـ كرم الله وجهه ـ حين وجه ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ لمحاجة الخوارج، فقال له: لا تجادلهم بالقرآن فإنه حمال أوجه وخذهم بالسنن ـ ولا أدري مدى صحة نسبة هذه الكلمة إلي علي فقد بحثت عنها في مظان كثيرة فلم أجدها بهذه الصيغة رغم اشتهارها، لكن الشهرة ليست دليل الصحة ولقد اتخذ بعض الناس من كلمة أمير المؤمنين علي تكأة يعتمدون عليها في دعوى عريضة: أن القرآن يحتمل تفسيرات مختلفة وأفهاما متباينة بحيث يمكن أن يحتج به على الشيء وضده، ولو صح ما ادعوه على القرآن الكريم لم يكن هناك معنى لإجماع الأمة بكل طوائفها على أن القرآن هو المصدر الأول للإسلام عقيدة وشريعة ولم يكن هناك معنى لوصف الله تعالي القرآن بأنه نور وكتاب مبين، فكيف يكون الكتاب المبين الهدى والفرقان والنور غامضا أو قابلا لأي تفسير يشرق صاحبه أو يغرب وقد قال تعالى: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ـ وقد أجمع المسلمون على أن الرد إلى الله يعني الرد إلى كتابه وأن الرد إلى الرسول بعد وفاته يعني الرد إلى سنته، فإذا كان الكتاب حمال أوجه ـ كما يقال ـ فكيف أمر الله تعالى برد المتنازعين إليه؟ وكيف يعقل أن يرد التنازع إلى حكم لا يرفع التنازع، بل هو نفسه متنازع فيه؟.
والله أعلم.