عنوان الفتوى : نقد مقولة (القرآن حمال أوجه)

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل عبارة: القرآن حمال أوجه ـ تصح نسبتها إلى عمر بن الخطاب أو علي بن أبي طالب؟ وما أصلها؟ وما هو معناها؟ وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نقف على سند يوثق به في نسبة العبارة المذكورة إلى عمر بن الخطاب أو علي بن أبي طالب، وقد وقفنا على كلام نفيس للشيخ القرضاوي ـ حفظه الله ـ في تلك العبارة ننقله هنا، لما فيه من الفائدة، قال: تمسك بعض الناس بالكلمة التي رويت عن الإمام علي ـ كرم الله وجهه‏ ـ حين وجه ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ لمحاجة الخوارج،‏ فقال له‏:‏ لا تجادلهم بالقرآن‏ فإنه حمال أوجه وخذهم بالسنن‏ ـ ولا أدري مدى صحة نسبة هذه الكلمة إلي علي‏ فقد بحثت عنها في مظان كثيرة فلم أجدها بهذه الصيغة‏ رغم اشتهارها‏، لكن الشهرة ليست دليل الصحة‏ ولقد اتخذ بعض الناس من كلمة أمير المؤمنين علي تكأة يعتمدون عليها في دعوى عريضة‏:‏ أن القرآن يحتمل تفسيرات مختلفة‏ وأفهاما متباينة‏ بحيث يمكن أن يحتج به على الشيء وضده،‏ ولو صح ما ادعوه على القرآن الكريم لم يكن هناك معنى لإجماع الأمة بكل طوائفها على أن القرآن هو المصدر الأول للإسلام عقيدة وشريعة‏ ولم يكن هناك معنى لوصف الله تعالي القرآن بأنه نور وكتاب مبين‏، فكيف يكون الكتاب المبين‏ الهدى والفرقان والنور غامضا أو قابلا لأي تفسير يشرق صاحبه أو يغرب‏ وقد قال تعالى‏:‏ فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر‏ ـ وقد أجمع المسلمون على أن الرد إلى الله يعني الرد إلى كتابه‏ وأن الرد إلى الرسول بعد وفاته يعني الرد إلى سنته،‏ فإذا كان الكتاب حمال أوجه‏ ـ كما يقال‏ ـ فكيف أمر الله تعالى برد المتنازعين إليه؟‏ وكيف يعقل أن يرد التنازع إلى حكم لا يرفع التنازع، بل هو نفسه متنازع فيه؟

والله أعلم.