عنوان الفتوى : صلاة النازلة، ودعاء الكرب المجرَّب المشهور
ماهي الصلاة المفروضة على المسلم في حالة الكرب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليست هناك صلاة مفروضة على سبيل الوجوب على المسلم حال الكرب، لكن الله تعالى ندبنا عند وقوع المكروه والشدة إلى الاستعانة بالصلاة، فالصلاة تربط المؤمن بربه وإذا ارتبط به مدَّه بالسكينة والرضاء والاطمئنان، فإذا كبر المصلي تكبيرة الإحرام مستحضراً معنى التكبير أحس أن الله أكبر من كل شيء من كل مخوف، فكيف يخاف من هو في كنف من بيده ملكوت السموات والأرض، فإذا ابتدأ الفاتحة وجد في "الحمد لله رب العالمين" نعم الله التي لا تقدر بثمن. وإذا قرأ "مالك يوم الدين" أحس بعظمة ربه وعدله. وإذا قرأ "إياك نعبد وإياك نستعين" شعر بحاجته الماسة إلى عون الله وفقره إلى عبادته، وهكذا.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة. وفي لفظ"إذا حزبه أمر صلى" رواه أبو داود وأحمد عن حذيفة. وإسناده صالح.
وأخذ بعض العلماء من هذا الحديث الندب إلى صلاة النازلة، ركعتان عقبها. وكان ابن عباس يفعله. روى أنه نعي إليه أخوه قثم وهو في سفر، فاسترجع ثم تنحى عن الطريق فأناخ، فصلى ركعتين، وقال: ما أمرنا الله به بقوله:وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ كذا في تفسير المناوي ص/245.
ونحن حين نصلي نربط أنفسنا بالله الذي يهيمن على الكون، ومنه نستمد ثباتنا وإتزاننا عند نزول الكرب.
ومما علمناه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكرب دعاء الكرب المشهور المجرب -كما يقول العلماء- "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم". متفق عليه.
والله أعلم.