عنوان الفتوى : حرمة التدخين ليس من المعلوم من الدين بالضرورة
من استحل السجائر مع علمه بحرمتها هل يكفر لأنه من المعلوم من الدين بالضرورة أن الإضرار بالنفس والخبائث حرام؟ وما حكم من استحل كرة القدم، ومن المعلوم من الدين بالضرورة حرمة أذية المسلم وحرمة الاختلاط الذي يثير الشهوات؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أمر التكفير أمر خطير له ضوابط وشروط وموانع قد بيناها في الفتوى رقم: 721، فارجع إليها.
أما ما ذكرته من مسائل وأنها معلومة من الدين بالضرورة فلا نسلم لك ذلك, فإن المعلوم من الدين بالضرورة هو ما علمه عامة المسلمين من الدين بالأولية من دون نظر ولا تأمل وجوبا أو تحريما, قال في شرح كشف الشبهات: المعلوم من الدين بالضرورة يعني الذي لا يحتاج فيه إلى الاستدلال يُعلم ضرورة لا يحتاج إلى إثباته استدلال فيه، إذ كل مسلم ثبت إسلامه فإنه يعلم هذه المسائل بالاضطرار، يعني علمها لأن أصل دخوله في الدين متوقف عليها، إلا في حالات نادرة من نزعة بدائية بعيدة أو ما أشبه ذلك، لكن المسائل المعلومة من الدين بالضرورة يعني التي لا يُحتاج في إثباتها لاستدلال، بل هي شائعة في المسلمين مثل وجوب الصلوات الخمس ووجوب الزكاة في الجملة وتحريم الزنى وتحريم الخمر وأشباه ذلك، فإنه لا يحتاج إلى دليل، لأن كل مسلم نشأ على الإسلام أو دخل في الدين وفهمه فإنه يقر بوجوب هذه ويحرم تلك المحرمات، فليست مما تقع فيه الشبهة. انتهى.
وانظر في معنى المعلوم من الدين بالضرورة الفتويين رقم: 78151, ورقم: 98843.
وما ذكرته من تحريم الدخان قد يخفى على العامة ويخفى عليهم أيضا أصله ومستنده فهو مما يحتاج إلى إعمال أدوات الاجتهاد فيه من قبل العلماء، وكذلك ما ذكرت من الاختلاط في لعب كرة القدم وغيرها، فلا يحل تكفير منكري حرمة هذه الأمور، بل يناصحون وينبهون إلى حرمتها بالأدلة ويحذرون من الوقوع في الإثم، وانظر في حكم التدخين وضوابط لعب كرة القدم الفتويين التاليتين: 32268, 114262.
والله أعلم.