عنوان الفتوى : لا ينبغي رد كل ما يصيب الإنسان إلى السحر والعين

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا وإخوتي نحس بضيق شديد عند الدخول إلى المنزل لدرجة أننا نتشاجر مع بعضنا البعض، مع العلم أن البيت مدفون فيه بعض الأوراق السحرية من جيراننا ولم نعلم مكانها، و ذهبت إلى بعض الشيوخ وقيل إن عندي عارضا وعينا، وأنا أقرأ آية الكرسي باستمرار ولا أشعر بشيء، وقد أصبحت ضيق الصدر لدرجة لا توصف مع أن صلاتي في المسجد، وأقرأ القرآن ولا أشكو إلا لله، ولكن أريد الإفادة حتى أصبر على ما ابتليت به. فهل هذا قدر الله الذي لايحتاج لأسباب حتى يزول أم أن هنالك علاجا وما هو؟ وهل إذا لم أتعالج يمكن أن يكون ذلك سببا في حرماني من بعض الأمور مثل الزواج والعمل؛ لأني كلما تعرفت بفتاة حصل شيء أنهى العلاقة من غير أسباب، ثم إنه تم تسريحي أكثر من مرتين من عملي وبدون سبب. وهكذا قيل لي إنه لا سبب لفصلي. فأسأل الله العظيم أن يؤجر فضيلتكم بكل حرف أكثر الثواب، وجزاكم الله كل الخير.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فننبه إلى أنّه لا ينبغي التسرع والمبالغة في نسبة ما يعرض للإنسان من المشكلات إلى تأثير السحر ونحوه، وإنما ينبغي النظر في الأسباب الظاهرة للمشكلات والسعي في علاجها بالوسائل المشروعة، وإذا كانت هناك دلائل ظاهرة على وجود سحر أو مس فعلاجه ميسور بإذن الله تعالى بالمحافظة على الأذكار والرقى المشروعة مع التوكّل على الله، و راجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها : 2244، 10981، 3273، 71554، 24972

واعلم أن كل ما يقع في الكون فهو بقدر الله تعالى، لكن الإيمان بالقدر لا ينافي الاجتهاد في الأسباب المشروعة، فالأسباب مقدرة على العبد، ففي سنن الترمذيقلت يا رسول الله أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا ؟ قال هي من قدر الله.

قال الغزاليفإن قلت فما فائدة الدعاء والقضاء لا مرد له؟ فاعلم أن من القضاء رد البلاء بالدعاء، فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة كما أن الترس سبب لرد السهم والماء سبب لخروج النبات من الأرض.." إحياء علوم الدين.

فاحرص على الأخذ بالأسباب المشروعة وتوكل على الله وأحسن الظن به وأكثر من الدعاء بإلحاح فإن الله قريب مجيب.

والله أعلم.