عنوان الفتوى : غاية أنس المرأة في الجنة أن يكون لها زوج واحد
العلماء دائماً يذكرون أن الرجال يثابون بحور العين في الجنة وكيف يتمتع الرجل بأكثر من امرأة ... وماذا للمرأة هناك، أؤمن أن الله عادل وغير ظالم، أريد أن أفهم فقط؟إذا ترشدني إلى كتب فأكون شاكراً لك، أريد أن أعرف أكثر لأني أشعر أن الطريقة التي ينشر بها الإسلام في وقتنا الحاضر لا يليق بالله.توجد أفكار خاطئة ومواعظ كثيرة جداً تدفعك بعيداً عن الإسلام إن الله كريم، لطيف ودود لعباده، فمن أين تأتي هذه الدناءة وهذا العرض السيئ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب أن يعتقد العبد أن الله تعالى عادل لا يظلم، وأنه كريم لطيف ودود.
وأن يعتقد أيضاً أن الله حكيم عليم، يفعل ما شاء ويختار، لا معقب لأمره ولا راد لحكمه جل وعلا.
وقد اختار الله بحكمته أن يكون للرجل في الدنيا أربع زوجات، وليس للمرأة ذلك، وفي هذا من الحكم ما يدركه أولو الحق الذين جمعوا بين البصائر والإيمان.
وقضى الله تعالى أن يتمتع المؤمن في الجنة بأعداد من الحور العين، وأن تكون المؤمنة قاصرة طرفها على زوجها لا تحب غيره ولا تتمنى سواه، كما قال الله تعالى(قاصرات الطرف) .
وينبغي أن تعلم أن الجنة ليس فيها عزب، فالمرأة التي لم تتزوج أو كان زوجها من أهل النار تتزوج في الجنة، ويتحقق لها مع زوجها من النعيم ما لا يخطر على قلب بشر.
وأمور الآخرة لا تقاس على أمور الدنيا، فقد تشتهي المرأة في الدنيا أن يكون لها أكثر من رجل، لكن هذه الشهوة المحرمة لا مكان لها في الجنة، بل غاية أنس المرأة هناك وقرة عينها أن يكون لها زوج واحد لا تحب غيره ولا ترضى سواه، وهذا من كمال قدرة الله تعالى وحكمته ولطفه بعباده.
والمسلم في هذه الحياة ينبغي أن يكون همه وسعيه الوصول إلى هذه الجنة.. لا الانشغال بمثل هذه الأمور التي لا مجال لتغييرها ولا تبديلها، فإذا أكرمه الله تعالى بدخول جنته فإنه يرى من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، نسأل الله أن يجعلنا وإياك من أهل جنته ورضوانه.
والله أعلم.