عنوان الفتوى : لم يثبت شرعا قراءة سورة يس لقضاء الحاجات
أنا صاحب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقراءة سورة يس بقصد قضاء الحاجات ليس مما ورد، ولم يصح في ذلك شيء عن المعصوم صلى الله عليه وسلم، وانظر الفتويين رقم: 9909 ورقم: 46549، وما أحيل عليه فيها.
وأما ما تمنيته فلم يقع فليس ذنبا يستوجب التوبة، فليس على الإنسان حرج في أن يتمنى ويؤمل في فضل الله تعالى الواسع ما دام ما يتمناه غير محظور شرعا، ولكن إذا لم يحصل ما يحبه العبد ويرجوه فليرض بقضاء الله تعالى، وليعلم أن اختيار الله له خير من اختياره لنفسه، وأنه قد يتمنى حصول الشيء ويكون الخير في عدم حصوله والعكس بالعكس، كما قال تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون { البقرة216}.
وهكذا ما يحصل من عدم التوفيق كلما تقدمت لأحد فهو بتقدير الله تعالى لما يعلمه تعالى من الخير والمصلحة في عدم تقدير ذلك، فعليك أن توطن نفسك على الاستسلام لحكم الله والرضا بجميع ما يقدره ويقضيه، وأن تحسن ظنك به وتؤمل في سعة فضله وعظيم رحمته سبحانه، وأن تجتهد في دعائه أن ييسر لك أمرك ويوفقك لما فيه الخير لك في الأولى والعقبى، فإنه سبحانه على كل شيء قدير.
والله أعلم.