عنوان الفتوى : شعائر الإسلام وشرائعه لا تصطدم مع الفطر السوية
هل يمكننا اعتبار الإسلام ثورة على كل ما هو منطقي في الحياة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد جاء الإسلام حرباً على كل ما هو غير منطقي، فجاء حرباً على الجاهلية والشرك والعادات البغيضة، ودل الناس على كل ما هو منطقي وخير ورحمة، وأرشدهم إلى صلاحهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، ودعا الناس إلى دين لا يختلف عقلاء الناس على كماله وشموله وقدرته التامة على قيادة البشرية إلى ما فيه سعادتها واستقامتها، وقد سمى الله تعالى هذا الدين بأنه: الدين القيم الذي فطر الناس عليه، قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [الروم:30] .
ومعنى أن الإسلام دين الفطرة هو أن شعائره وشرائعه لا تتعارض ولا تصطدم مع المنطق القويم والعقول السوية والفطر المستقيمة، ولو لم يكن أصحابها مسلمين.
ولا أدل على كون الإسلام دين الفطرة من أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل المعيار في التعرف على الإثم والخير هو انشراح الصدر وانقباضه، فما انشرحت له النفس ولم يكره صاحبه أن يطلع الناس عليه دل ذلك على حسنه، وما ترددت فيه وكره صاحبه اطلاع الناس عليه دل على قبحه، قال النواس بن سمعان رضي الله عنه: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم؟ فقال: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس" رواه مسلم .
والله أعلم.