عنوان الفتوى : السلفيون وأهل السنة والجماعة وضابط البدعة المكفرة
إخوانى الكرام أود أن أسأل عن الفارق بين منهج أهل السنة والجماعة والسلفية، طبعا كلنا نتفق على أن من لا يؤمن بمنهج أهل السنة والجماعه فهو غير مسلم -والله أعلم- مثل الشيعة أو البهائيين وغيرهم. أنا أعتبر نفسي من السلفيين، وكنت أعتقد أن كل مسلم لابد وأن يكون سلفيا، بل وكنت أعتقد بتكفير من لا يؤمن بذلك المنهج، ولكني قرأت مقالة ولكن من موقع مجهول لا أستطيع الاعتماد عليها طبعا ولكن تقول إن السلفية هي منهج أهل السنه والجماعة. وهذا صحيح ولكن السلفية ليست أساسية فى الدين بمعنى من لا يؤمن به يخرج من الاسلام، ولكن السلفية حركه قام بها محمد بن عبد الوهاب ليحارب البدع والضلالات وتمييع الدين. فهل هذا صحيح؟ وسأذكر على سبيل المثال الأزهر -مع الاسف- بعد أن كان منارة للعالم وللدين الحق أصبحت الآن فتاواه تناسب النظام والحاكم وغير المسلمين وترمي بصحيح القرآن والسنة عرض الحائط. عندما تسأل ما منهج الأزهر فإنهم يقولون منهج أهل السنة والجماعة، ولكن السلفيين يرفضون ذلك ولا يقبلون بالبدع كالاحتفال بالموالد أو تمييع الدين مثل قيام شخص بغناء أغنيه دينية، فعندما تقول له إنها حرام لأن بها موسيقى فيقول لك ولكن كلماتها دينية لذلك لا بأس. فالسلفية ترفض ذلك. فسؤالي: هل هذا صحيح أي أريد أن أعرف الفرق بين الاثنين وهل كل من يرفض السلفية كافر؟ وهل السلفية منهج أم حركة؟ وآسف على الإطالة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعل من المناسب أولا التعريف بمصطلح السلفية ومصطلح أهل السنة والجماعة، أما السلفية فمنهج يقوم على أساس العودة إلى ما كان عليه سلف هذه الأمة الصالح علما وعملا، ومن هنا يتبين خطأ ما ذكر من اعتبار السلفية حركة قام بها محمد بن عبد الوهاب، وما هو إلا رجل صالح مصلح سار على هذا المنهج.
وأما مصطلح أهل السنة والجماعة فهو قسيم لمصطلح أهل البدعة والفرقة، ومن أول من نسب إليه ذكر هذا المصطلح ابن عباس رضي الله عنهما.
قال السيوطي في الدر المنثور: وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نصر في الإبانة والخطيب في تاريخه واللالكائي في السنة عن ابن عباس في هذه الآية قال تبيض وجوه وتسود وجوه قال: تبيض وجوه أهل السنة والجماعة وتسود وجوه أهل البدع والضلالة. اهـ.
وإطلاق القول بتكفير كل من خالف منهج السلف أو خالف منهج أهل السنة والجماعة ليس بسديد، وذلك لأن المبتدعة على نوعين، فهنالك من بدعته مكفرة، وهنالك من بدعته غير مكفرة.
قال شيخ حافظ ابن أحمد الحكمي في كتابه أعلام السنة المنشورة وهو يبين ضابط البدعة المكفرة: وضابطها من أنكر أمرا مجمعا عليه متواترا من الشرع معلوما من الدين بالضرورة؛ لأن ذلك تكذيب بالكتاب، وبما أرسل الله به رسله كبدعة الجهمية في إنكار صفات الله عز وجل، والقول بخلق القرآن أو خلق أي صفة من صفات الله عز وجل، وإنكار أن يكون الله اتخذ إبراهيم خليلا، وكلم موسى تكليما وغير ذلك، وكبدعة القدرية في إنكار علم الله وأفعاله وقضائه وقدره، وكبدعة المجسمة الذين يشبهون الله تعالى بخلقه وغير ذلك من الأهواء، ولكن هؤلاء منهم من علم أن عين قصده هدم قواعد الدين وتشكيك أهله فيه فهذا مقطوع بكفره بل هو أجنبي عن الدين من أعدى عدو له، وآخرون مغرورون ملبس عليهم فهؤلاء إنما يحكم بكفرهم بعد إقامة الحجة عليهم، وإلزامهم بها. اهـ. وقال في بيان ضابط البدعة غير المكفرة: وهى ما لم يلزم منه تكذيب بالكتاب ولا بشئ مما أرسل الله به رسله كبدع أو كبدعة المروانية نسبة إلى مروان بن الحكم التى أنكرها عليهم فضلاء الصحابة ولم يقروهم عليها ولم يكفروه بشئ منها ولم ينزعوا يداً من بيعتهم لأجلها، كتأخير الصلوات إلى آخر أوقاتها وتقديمهم الخطبة قبل صلاة العيد، وجلوسهم فى نفس الخطبة وسبهم كبار الصحابة على المنابر. اهـ. والمروانية نسبة إلى مروان بن الحكم أحد خلفاء بني أمية.
وأما بالنسبة للأزهر فهو لا يزال منارة من منارات العلم، وفيه علماء على المنهج السلفي السديد، ومن يقع في زلة في فتوى أو مقال من علماء الأزهر فلا ينسب ذلك إلى الأزهر كله أو إلى جميع علمائه وإنما ينسب إلى قائله. والاحتفال بالمولد لا شك في أنه من البدع. والغناء الذي تصحبه موسيقى محرم ولو سمي غناء دينيا فذلك لا يجيزه. وراجع الفتويين: 18372/ 1888وهما عن حكم الاحتفال بالمولد والفتوى رقم: 987وهي عن أنواع الغناء وحكم كل نوع. ولا يصح أن يقال إن الأزهر يجيز الاحتفال بالمولد أو الغناء الديني لكون بعض علمائه قد أفتى بذلك.
والله أعلم.