عنوان الفتوى : سب الدين كفر والعياذ بالله
مع الأسف لي عم عصبي جدا، وكل ما يعصب يلعن ويسب كل شيء ـ الناس وغير الناس ـ تصل لسب الدين ـ والعياذ بالله ـ وبما أنني مسلمة أكون بودي أن أسحب لسانه وأقصه، لكنني أقوم وأحاول أن لا أقعد معه، فهل يجوز لي أن أحرجه أمام الكل، أو هناك طريقة أحسن من هذا؟ أفتونا، وبارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من يسب الدين يكفر كفراً أكبر مخرجاً من الملة، فقد سئل الشيخ عليش ـ المالكي: ما قولكم في رجل جرى على لسانه سب الدين من غير قصد، هل يكفر، أو لا بد من القصد؟ فأجاب: نعم ارتد، لأن السب أشد من الاستخفاف، وقد نصوا على أنه ردة، فالسب ردة بالأولى، وفي المجموع: ولا يعذر بجهل وزلل لسان. انتهى.
فالواجب عليك تجاه هذا العم نصحه ودعوته إلى التوبة من هذا الذنب العظيم وتذكيره بأن هذه ردة وكفر بين ـ نسأل الله السلامة ـ فإن استجاب فهذا هو المطلوب، وإن أصر على كفره وسبه الدين فهومرتد يعامل معاملة المرتدين فيجب إظهار كراهية ما هو عليه وتحذير الناس منه وإنكار قوله حال تلفظه سواء قال ذلك بمحضر الناس، أو منفردا، ولا يجوز الانبساط معه ولا مجالسته حين تلفظه بسب الدين، لقوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا { النساء:140}.
كما أن عليك إن لم يتب أن ترفعي أمره إلى القاضي فلعل ذلك يردعه، وانظري تفاصيل ذلك في الفتوى رقم:68385.
وإذا لم يكن هناك حاكم شرعي يقوم بحق الله تعالى، ولم تكن إلا المحاكم المدنية فيمكن تهديده بشكواه للمحاكم فإن كثيراً من القوانين الوضعية تجرم سب الأديان والتعرض للمقدسات، وإذا عجزتم عن منعه عن طريق القضاء، ولم يبق أمامكم إلا الإنكار باللسان والقلب، فاعلموا أنه يلزمكم عدم مشاركته في مجلس ينطق فيه بالكفر والسب للدين، وانظري لوازم الإنكار بالقلب في الفتوى رقم: 1048.
والله أعلم.