من أكبر أسباب النزاع - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
تبديل الشريعة وتعطيل أحكامها وإعراض الحكام عن تطبيقها، من أكبر أسباب النزاع والتفرق واختلاف القلوب في الأمة.قال صلى الله عليه وسلم: «وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم» (رواه ابن ماجه في سننه: 4017).
ترى فريقاً علمانياً منافقاً يؤيد وبشدةٍ تنحية الشريعة عن الحياة ويكرس أبواقه الإعلامية والصحفية لتأييد فكرته التي تحولت إلى منهج حياةٍ كامل يقوم على العداء للشريعة وكل من يحاول تطبيقها أو يؤيدها ويظهر ذلك جلياً في أعمالهم ولقاءاتهم وكتاباتهم.
بينما يتفرق ويختلف أبناء الشريعة حول طريقة العودة بها، وحول أسلوب تطبيقها، وحول آليات المطالبة بتحكيمها، هنا يتبدى بكل وضوحٍ أحد أكبر أسباب انتكاس أمة الإسلام والتي نجح أعداءها في تثبيته من خلال دعم أبناء الفريق الأول المعادي للشريعة للوصول لسدة التحكم وتثبيتهم في أماكنهم ومحاربة وتشويه كل من ينصحهم أو يحاول الإصلاح أو يطالب باستبدالهم.
مأساة تحتاج إلى حكماء، وحلها الأوحد التعاون والاتحاد حول منهج الله وكلمته التي وحدها تُوحِد الجميع.
ومن يحاول لمَّ شتات العالم الإسلامي بغير كلمة التوحيد فإنما يحاول مستحيلاً؛ لأن هذه الأمة لن تجتمع إلا على دين الحق، ولن تتوحد إلا على كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، يقول الله تعالى: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّـهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137]، وهذا الشقاق سيبقى ما بقي الإعراض عن دين الله عز وجل وتحكيم شريعته.